يعقد مساء اليوم في لندن الملتقى الأكاديمي التثقيفي الأول للمبتعثين والمبتعثات، الذي تنظمه جمعية الطلاب المبدعين العرب بمانشتسر، بالتعاون مع نادي الطلاب السعوديين بمانشستر، فيما حمل الملتقى شعار "لتكن". الزميل حبيب الشمري المحرر بالصحيفة، والطالب بالدراسات العليا في تخصص إدارة المؤسسات الإعلامية، يشارك في الملتقى بورقة عملية بعنوان "كيف تستفيد من برامج التلفزيون البريطاني، ويقول عن مشاركته "لاحظت أن كثيرا من المبتعثين لا يستطيعون الاحتكاك والحوار مع أقرانهم من الطلاب الأصليين في بلد الابتعاث سواء في العالم الافتراضي كالشبكات الاجتماعية أو في الحياة الطبيعية في الجامعة وفي المناسبات واللقاءات الطلابية والعامة، وأعتقد أن السبب الرئيسي هو عامل اللغة، ولكن هناك عامل لا يقل أهمية عن عامل اللغة من وجهة نظري، وهو عدم معرفة المبتعث وإلمامه بالقضايا التي يتحاور حولها الطلاب الآخرون كالبريطانيين مثلا، وذلك نتيجة القصور في متابعة قضايا الشارع لكون هؤلاء الطلبة لا يتابعون وسائل الإعلام الغربية، وعلى النقيض يحرص كثير منهم على متابعة القنوات العربية والصحف السعودية. ويشير الشمري إلى أن من أهم فوائد متابعة التلفزيون الإنجليزي هو تحسين مستوى اللغة الإنجليزية أولا ثم الإلمام بآخر الأخبار والقصص المحلية، الأمر الذي سيساعد كثيرا في فتح وخوض وفهم الحوارات اليومية التي تدور بين البريطانيين والذين تغلب عليهم سمة التحفظ. ويضيف قائلاً "المشكلة التي قد لا يميزها المبتعث هي حصاره من قبل هذا الكم الهائل من وسائل الإعلام العربية، ومؤخرا الشبكات الاجتماعية، ومنها التويتر حيث يقضي كثير من المبتعثين أوقاتهم في الشبكات الاجتماعية لمناقشة قضايا والمشاركة في مواضيع دائرة في السعودية مثلا، في حين أن المبتعث قديما لم يجد أي سبيل لسماع أو قراءة العربية الأمر الذي أعانه على تعلم اللغة الأجنبية وأجبره على مشاهدة التلفزيون، ولذا حرصت على تقديم هذ العرض لحث المبتعثين على مشاهدة التلفزيون البريطاني بكافة قنواته وبرامجه الثقافية والاجتماعية والرياضية والإخبارية. ويشير الشمري إلى أن اللغة الإنجليزية والثقافة البريطانية إضافة إلى الشهادة الجامعية هي محصلة الطالب المبتعث إلى بريطانيا، والقدرة على التحدث جيدا بلغة عالمية والتعرف على مجتمع متعدد الأديان والثقافات يحكمه حزم القانون ويسوده نظام العدل والمساواة، والحصول على شهادة جامعية جديدة وفق أرقى المستويات. من جانبه يشيد الدكتور طلال المغربي مدير الأكاديمية الدولية للتدريب والتطوير في بريطانيا بفكرة وعنوان الملتقى مؤكدا على أهميته وفائدته للمبتعث وبالذات المستجد، وطالب اللغة الذي لم يبدأ المرحلة الجامعية بعد، وذلك من أجل الاطلاع على تجارب المبتعثين الذين سبقوه والاستفادة منهم، حيث يمنح هذه الملتقى الفرصة المناسبة للالتقاء بهم والتواصل معهم إضافة إلى خلق شبكة تعارف بين الزملاء في التخصص الواحد لتبادل الخبرات والتجارب الأكاديمية الناجحة وتحفيز بعضهم بعضا في بلد الابتعاث، ويضيف المغربي أن الملتقى يعد فكرة تثقيفية رائدة وفرصة تطوعية جميلة تفتح المجال لإقامة ملتقيات تثقيفية متكررة وتبادل خبرات في مناطق بريطانية أخرى أو في الدول الأخرى التي يتواجد فيها المبتعثون. ويقول المغربي إن فرص تبادل الخبرات والتجارب المماثلة يجب أن تتمدد وتستمر حتى العودة للوطن من أجل بدء مرحلة التغيير الإيجابي عبر نقل المعرفة وتبادلها بين أفراد المجتمع لكل ما يفيد ويميز بلدنا ليكون متقدما ومتطورا فكريا وإداريا.