كشفت مصادر تشارك في محادثات إسطنبول أن الائتلاف الوطني السوري بصدد الموافقة علي محادثات السلام الدولية بجنيف، لكنه يشترط موافقة مقاتلي المعارضة داخل البلاد أولا لإضفاء الشرعية على المفاوضات. وتجتمع قيادة الائتلاف للاتفاق على موقفه إزاء محادثات جنيف 2 الرامية لإنهاء المعارك في سورية المستمرة منذ عامين ونصف العام. وقالت مصادر بالمعارضة أول من أمس إن مسودة قرار تؤكد على التزام الائتلاف بالحل السياسي للصراع وتتفق مع الإعلان الصادر في لندن الشهر الماضي عن مجموعة أصدقاء سورية الداعمة للمعارضة في استبعاد أي دور للرئيس بشار الأسد في أي إدارة انتقالية. ومن المقرر أن يصوت الائتلاف المؤلف من 108 أعضاء على مشروع القرار ويتطلب إقراره موافقة 50 بالمئة من الأعضاء زائد واحد. غير أن مصادر المعارضة ذكرت أن اعضاء الائتلاف يريدون مساندة الوحدات القتالية وزعماء الأقليات والنشطاء داخل سورية للقرار للتصدي لانتقادات تقول بانفصال الائتلاف عمن يقاتلون داخل سورية. وأعلنت الجماعات الإسلامية الكبرى المعارضة رفضها لمحادثات جنيف إذا لم تسفر عن إبعاد الأسد، وقال البعض إن كل من يشارك في المحادثات الدولية المزمعة سيتهم بالخيانة. وقال عضو بالمجلس الوطني المشارك في الائتلاف "ينبغي أن نطلع القوات في الداخل على مسودة القرار فضلا عن زعماء الأقليات والنشطاء ويتعين التشاور معهم". وذكر أن مسودة القرار تتضمن شروطا صارمة بالفعل للمشاركة في المؤتمر لكن ربما يريد من يقاتلون على الأرض تشديدها. وقد يعني ذلك التأجيل. وقال مصدر في المعارضة إن المسودة تتضمن شروطا من بينها الإفراج عن المعتقلين السياسيين ووقف الغارات الجوية ورفع الحصار على دخول الغذاء والأدوية للمناطق المعارضة للأسد. وحتى إن وافق الائتلاف على حضور محادثات السلام فلا يزال عليه تشكيل وفد واسع التمثيل إذ ترغب واشنطن في ضم بعض خصوم الائتلاف إلى صفوف المعارضة. وقالت عدة مصادر إنه قد يتسنى الحصول على الموافقة قبل نهاية اجتماع إسطنبول لكن آخرين ذكروا أن القرار النهائي قد يستغرق أسبوعين. وأضاف أعضاء في الائتلاف أن المبعوث الأميركي روبرت فورد التقى مع كبار زعماء الائتلاف في إسطنبول قبل الاجتماع لحثهم على الموافقة على محادثات جنيف. وعبر دبلوماسيون ومسؤولون أجانب عن تفاؤلهم. وقال دبلوماسي غربي "نريد أن يتوصلوا إلى قرار بأنفسهم وأن يمعنوا التفكير فيه. ينبغي أن يدعمه الشعب السوري". وكان اجتماع المعارضة بدأ السبت بإسطنبول لمناقشة عدد من الملفات بينها المشاركة في جنيف 2، ومنح الثقة للحكومة المؤقتة برئاسة أحمد طعمة، إضافة إلى انضمام 11 عضواً جديداً من المجلس الوطني الكردي للائتلاف.