أكدت مصادر دبلوماسية أميركية أن النظام السوري بات يخشى انشقاق مسؤوليه وانضمامهم للمعارضة، مشيرة إلى أن هذه المخاوف باتت هاجسا يؤرق أركان النظام، وأن كثيراً من مسؤولي نظام الأسد، بمن فيهم بعض المقربين من الأسد يتحينون الفرص للسفر للخارج ومن ثم إعلان انشقاقهم. وكشفت المصادر أن في مقدمة هؤلاء وزير المصالحة الوطنية علي حيدر الذي منعته دمشق خلال اليومين السابقين من السفر إلى جنيف لتمثيل بلاده في الاجتماع الذي عقد للترتيب لعقد مؤتمر جنيف 2. وأضافت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن اسمها خلال لقاء في مبنى الخارجية الأميركية أن أجهزة الاستخبارات السورية باتت هي التي تسيطر على زمام الأمور والحكم في الوقت الراهن، وأن الرئيس بشار بات يوافق على كل توصياتها ولا يرفض أياً منها. وأن هذه التوصيات تشمل في بعض الأحيان اقتراحات بعدم السماح لأحد المسؤولين بالسفر للخارج، خشية انشقاقه، أو تقليص صلاحيات آخر والحد من نفوذه حتى لا يستغل منصبه في معاونة الثوار. وفي هذا السياق، قال أستاذ السياسة والعلاقات الدولية في جامعة شيكاغو ويليام تابلر إن مثل هذه التصرفات تدل على تصدع بنية النظام وانهياره من الداخل. وأضاف في تصريحات إلى "الوطن" "عندما يفقد رأس الدولة الثقة في أحد مسؤوليه ويعجز عن تغييره، فإن هذا يعني أن هذا المسؤول في قمة الضعف، وأن دولته تعاني من التصدع ومقدمة على الانهيار. فالمناصب القيادية ظلت على الدوام مصدر إغراء للجميع، وعندما يزهدون فيها أو يستمرون رغم إرادتهم، فهذا يشير بوضوح إلى معاناة تلك الدولة". وتابع "في حالة النظام السوري فإن معظم المسؤولين يحاولون النجاة من مركب النظام قبل غرقه، لعلهم يضمنون عدم المحاسبة مستقبلاً على ما اقترفته الحكومة من جرائم، وربما تسمح لهم أقدارهم بالحصول على منصب مماثل في الحكومة المقبلة، لاسيما إذا كانوا من أصحاب الكفاءات أو من الذين انشقوا عن النظام في وقت مناسب. لكن تبقى مشكلتهم في عدم سماح النظام لهم بالخروج من البلاد لأي سبب، لإدراكه أنهم لن يعودوا ثانية. وشهدنا أن تمثيل سورية أصبح محصوراً في الفترة الأخيرة على وزير خارجيتها وليد المعلم دون غيره، وهذا دليل على فقدان الثقة بالآخرين". من جهة أخرى، جددت وزارة الخارجية الأميركية التزامها بتسليح الثوار ومساعدتهم سياسياً وعسكرياً، وفق ما أعلنه الوزير جون كيري في الرياض. وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماري هارف في مؤتمر صحفي أول من أمس إن الإدارة تعمل حالياً مع الكونجرس على تقديم دفعة من المساعدات، في إطار التعهد الذي قطعته بلادها على نفسها في أبريل الماضي بتقديم مساعدات بقيمة 250 مليون دولار. وأضافت أن هناك مساعدات إضافية ستقدمها واشنطن للمعارضة في المجال العسكري، وتحديداً في مجالات التدريب والاتصالات ووسائل النقل والدعم اللوجيستي. في سياق منفصل، جددت روسيا دعوتها لرئيس الائتلاف الوطني المعارض أحمد الجربا لزيارتها، وأعرب وزير خارجيتها سيرجي لافروف عن أمله في أن يقوم الجربا بزيارة بلاده. وأضاف في مؤتمر صحفي عقده عقب لقائه نظيره النيوزيلاندي موري ماكولي في موسكو أول من أمس "وجهنا أكثر من دعوة إلى الجربا ليزور موسكو. ونأمل في أن يلبي الدعوة". وأضاف "هناك الكثير من الملفات التي نرغب في بحثها معه، ونثق في أن مثل هذا اللقاء سيفتح آفاقاً أوسع للحوار بين روسيا والمعارضة السورية".