لم يدر بخلد الدراج السعودي عمر عبدالعزيز العمير أن تتم الموافقة على فكرته بأن يجوب اليابان من شماله إلى جنوبه بواسطة دراجته الهوائية بالسرعة التي حدثت معه، والتي صاحبها تجاوب من الرعاة والسفارة السعودية في طوكيو. ويقول العمير في حديثه إلى "الوطن" أبلغ من العمر 34 سنة، وما زلت أعزب، وبدأت الفكرة عندما زرت اليابان وشاهدت تعامل الشعب واحترامه وتقديره لكل السياح، بشتى مللهم ومذاهبهم، وأعراقهم، فهم يتعاملون مع الأجنبي على أنه سائح جاء ليكتشف اليابان إنساناً ومكاناً، ويلاحظ الزائر لليابان ذلك في حجم الأمان والاحترام الذي يجده أينما حل. وهذا ما شدني لاختيار اليابان كوجهة أولى لي كدراج. ويضيف العمير: قمت بالتواصل مع السفارة السعودية بطوكيو ممثلة في السفير الدكتور عبدالعزيز تركستاني وأبلغته برغبتي في القيام بجولة بالدراجة في اليابان، فرحب بالفكرة وسهل لي كل الخدمات والمساعدات، وقامت شركة "سيلكتف" المنظمة للحدث بتكليف فريق عمل ليتابع مشوار الرحلة كاملا، عندها التقيت بمدير الشركة تركي خليفة، الذي قام وموظفوه بإعداد خطة كاملة للرحلة واحتياجاتها بالتنسيق مع شركة يابانية شكلت هي الأخرى فريق عمل كان في استقبالي منذ وصولي إلى المطار. ويشير الدراج السعودي العمير إلى أن بداية الرحلة كانت يوم الأربعاء 11 ذي الحجة بعد اجتماع في السفارة السعودية لأخذ التعليمات اللازمة والمهمة في الرحلة، ثم توجهت إلى جزيرة هوكايدو وبالتحديد خليج (سويا) نقطة الانطلاق عبر الطيران، ومن هناك بدأت الرحلة من شمال اليابان إلى جنوبها، والمسافة الكلية تقدر بحوالي 3600 كيلو متر، ومخطط الرحلة يشتمل على زيارة المراكز الإسلامية التي يمر بها في طريقه بالإضافة إلى بعض المعالم المهمة للبلاد. وعن الهدف من الرحلة، قال العمير: هدفي هو أن أجول اليابان وأبين لمن ألتقيهم أن المسلمين يدعون للسلام، تجسيداً للدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشرفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، من خلال مركز الملك عبدالله للحوار بين الأديان والثقافات الذي يسعى لزرع السلام بين كل الأديان في شتى بقاع الأرض، فعند زيارتي لليابان وجدت أن الشعب الياباني شعب يسعى للسلام. وأشار العمير إلى أنه من العقبات التي واجهته حدوث عطل في الدراجة، تسبب في متاعب له واضطر لحملها وقطع مسافة 3 كم سيرا للوصول إلى مركز صيانة دراجات وإصلاحها، وأن عدم معرفته باللغة اليابانية كان له أثر بسيط وأن معرفته البسيطة ببعض المفردات اليابانية، واستخدامه للتقنية الحديثة ومواقع الترجمه ساهمت إلى حد كبير في طريقة تخاطبه مع من يلتقيهم من اليابانيين. ويستطرد الدراج السعودي عامر بقوله: من أبرز المواقف التي صادفتها في طريقي عندما قطعت مسافة أربعين كيلو مترا بين الغابات وإذا بالطريق أمامي مغلق، وعدت للبحث عن الطريق الصحيح من جديد. ومن المواقف التي صادفتها كثيرا مع الشعب الياباني أنني عندما أقرر المبيت في مكان معين أستأذن أصحاب المكان فيرحبون بذلك ويطلبون مني المبيت لديهم في منزلهم وعند رفضي للعرض المقدم بأن جدول رحلتي أن أبيت في خيمتي أفاجأ بتقديم وجبة عشاء أو إفطار من العائلة وهذا الشيء أسعدني كثيراً.