أعلن رئيس المجلس العسكري الثوري في حلب التابع لتنظيم الجيش الحر المعارض، العقيد عبدالجبار العكيدي أمس استقالته من منصبه احتجاجا على "تآمر" المجتمع الدولي على الشعب السوري وتشرذم المعارضة السياسية والعسكرية و"التراجع على الأرض". وقال العكيدي الذي يعتبر من أبرز القادة العسكريين في الجيش الحر، "نتيجة لتعنت البعض عن الاستجابة للدعوة إلى التوحد ورص الصفوف والتعالي عن الأنا والغرور مما أدى إلى تراجع الجبهات وخسارة طريق الإمداد وآخر الخطب سقوط مدينة السفيرة" شرق حلب، ف"إنني أعلن تنحيّ وتقديم استقالتي من قيادة المجلس العسكري الثوري في حلب". وذكر أن أسباب تنحيه ثلاثة تختصر بتخلي المجتمع الدولي عن المعارضة، وتشتت المعارضة، والصراع على الأرض بين من أسماهم "أمراء الحرب". وأضاف في شريط فيديو تم بثه على موقع "يوتيوب"، "أسقطت هذه الثورة آخر الأقنعة عن وجه المجتمع الدولي، فأسفر عن دمامة وجهه وقباحة قيمه ومدى تآمره على هذا الشعب وهذه الثورة". وتابع "أما أنتم الذين نصبتم أنفسكم أولياء على هذا الشعب ممن تسمون أنفسكم مجازا بالمعارضة فنقول لكم هنيئا لكم فنادقكم ومناصبكم والله إنكم بالكاد تمثلون أنفسكم، فما كان منكم إلا التهاون بالدماء وعدم الارتقاء إلى مستوى المسؤولية: شتات ووهن واستكانة ولهث وراء المناصب تنفيذا للأجندات وشراء للولاءات". وجاءت هذه الخطوة بعد أيام من سقوط مدينة السفيرة التي بقيت تحت سيطرة الجيش الحر لأكثر من سنة، في أيدي القوات النظامية. ومن شأن سقوطها في أيدي قوات النظام أن يريح هذا الأخير تماما لجهة نقل الإمدادات إلى قواته في المدينة التي يحتل مقاتلو المعارضة أجزاء واسعة منها. وانشق العكيدي عن الجيش السوري النظامي في 19 مايو 2012، وقاد معركة حلب التي فتحت في 20 يوليو 2012، وسيطر الجيش الحر خلالها على عدد كبير من أحياء المدينة. وتولى بعد ذلك قيادة المجلس العسكري في المحافظة. وأعلن العكيدي في يونيو استقالته من مجلس القيادة العسكرية العليا لهيئة الأركان في الجيش الحر الذي يرأسه اللواء سليم إدريس.