عشية جولة جديدة من المحادثات يجريها وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء، ومع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غدا، أعلن الأخير أنه "يجب على الحدود الأمنية الإسرائيلية أن تبقى في إطار التسوية النهائية على طول نهر الأردن". وكشفت مصادر إسرائيلية أن نتنياهو أوعز للجيش الإسرائيلي البدء بالتخطيط لإقامة جدار على طول الحدود الفلسطينية الأردنية في الأغوار، إذ قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أنه "تم البدء عمليا في فحص التخطيط لإقامة الجدار بداعي تخوف إسرائيل من دخول لاجئين سوريين إلى الضفة من الأردن، والسبب الثاني، إغلاق الحدود الإسرائيلية وإقامة الجدار هي رسالة للفلسطينيين الذين يعارضون وجود إسرائيل في الأغوار، بأن إسرائيل ستدافع عن حدودها الشرقية في الأغوار، ولا توجد نية للانسحاب منها في كل اتفاق مع الفلسطينيين". وردت السلطة الفلسطينية بغضب على هذا القرار الإسرائيلي، إذ اعتبر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة "التصريحات خطوة استباقية لإفشال زيارة كيري للمنطقة"، وأضاف أن "الاستيطان غير شرعي والجدار سيزول، ومن دون دولة فلسطينية وعاصمتها القدس لا سلام ولا استقرار بالمنطقة، وأن الإسرائيليين سيتحملون مسؤولية فشل المفاوضات"، داعيا "الإدارة الأميركية لأن تبعث برسالة واضحة لنتنياهو لوقف هذا العبث". وقال مسؤول فلسطيني ل"الوطن"، إن "الرئيس عباس ينتظر أن يستمع من كيري في لقائهما المرتقب بمدينة بيت لحم عما يمكن أن تقوم به الإدارة الأميركية للجم الاستيطان ولإعطاء المفاوضات المقرر أن تستمر حتى أبريل المقبل الفرصة للنجاح". في غضون ذلك، استنجدت وزيرة العدل الإسرائيلية كبيرة المفاوضين الإسرائيليين تسيبي ليفني بحزب "العمل" الإسرائيلي للانضمام إلى الائتلاف الحكومي الإسرائيلي لإنقاذ المفاوضات من محاولات حزب "البيت اليهودي" برئاسة نفتالي بنيت لإحباط المفاوضات، وقالت "يجب على حزب العمل الانضمام للحكومة لتعزيز القوى الداعمة لعملية السلام"، وأضافت "التشكيلة الحالية للحكومة وخاصة حزب (البيت اليهودي) اليميني المشارك فيها قد تهدر فرصة المضي قدماً بالمفاوضات السلمية". وبدورها، اعتبرت زعيمة حزب (العمل) رئيسة المعارضة الإسرائيلية شيلي يحيموفيتش أن "على نتنياهو أن يحسم أمره ويقرر ما إذا كان يحذو حذو رئيسي الوزراء سابقا مناحم بيجين وإسحاق رابين من خلال اتخاذ خطوات تاريخية أو يخضع لإمرة اليمين المتطرف المتمثل بحزب البيت اليهودي". إلى ذلك، جدد متطرفون يهود اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك أمس وسط حراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال في وقت قالت فيه مصادر إسرائيلية إن كتلة (البيت اليهودي) ستتقدم اليوم إلى لجنة إسرائيلية بمقترح لتقسيم الأقصى بين المسلمين واليهود. من جانبه، أكد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني هايل عبدالحفيظ الداوود أمس، أن المسجد الأقصى في القدس القديمة هو القبلة الأولى ل1,7 مليار مسلم، محذرا من أن أي حديث عن تقسيم المسجد هو "استمرار للعب بالنار". وطالب دول العالم والمنظمات الدولية والانسانية والجماعات اليهودية المحبة للسلام ب"الضغط على السلطة القائمة بالاحتلال لوقف كل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي التي تغير من الواقع التاريخي لمدينة القدس وتهدد مفاهيم التعايش الديني والأمن العالمي".