قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، في خطبة الجمعة أمس، أنه مع إشراقة فجر العام الجديد، ومع ما تكابده أمتنا من التفرق، وما تسام به من بأس من الظالمين، وما يتعرض له أخوتنا من بطش وتربص من الأعداء، لزم التأكيد على أنه لا عزة ولا نصر ولا تمكين للأمة إلا بالتمسك بعقيدتها، واستنهاض كل القيم الأخلاقية التي أمر الله بها. وأوضح أنه مع كل التحديات المعاصرة، فإنه يجب على أمتنا تحمل مسؤولياتها: الدينية، والتاريخية، تجاه عز دينها، وأمن بلادها، وتعزيز وحدة صفها، واجتماع كلمتها، والتعامل مع غيرها بالحكمة والتسامح، ولا غلو، ولا جفاء، ولا تجبر، ولا رفض للغير مطلقاً، بل النظر في: مصالح الأمة، وحقوق الإنسان، والشعوب، وتجنيبها ويلات الفتن والحروب، وإحقاق الحق، وإرساء العدل، وصون الحريات، وحقن الدماء، والحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعي؛ ليتحقق الأمن والسلم العالمي، وحتى لا يفقد العالم أمله في السلام، وثقته في المنظمات والهيئات الدولية. وفي المدينةالمنورة، أدَّى أكثر من نصف مليون حاج من ضيوف الرحمن، ومن المواطنين والمقيمين والزوار: صلاة أخر جمعة في ذي الحجة لهذا العام 1434، في رحاب المسجد النبوي الشريف بالمدينةالمنورة، تحيطهم عناية الله وتظلهم رحمته وتغشاهم السكينة والوقار. وقد توافد حجاج بيت الله الحرام -زوار طيبة الطيبة- منذ وقت مبكر إلى المسجد النبوي الشريف؛ لأداء صلاة الجمعة والتشرف بالسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى صاحبيه -رضوان الله عليهما- في جو مفعم بالطمأنينة والأمن والأمان والسكينة، داعين المولى العلي القدير أن يتقبل حجهم بذنب مغفور وعود حميد إلى أهليهم وذويهم، حيث تأهب عشرات الآلاف من حجاج بيت الله الحرام زوار المسجد النبوي الشريف إلى مغادرة المدينةالمنورة، عائدين إلى بلدانهم بعد أن مَنَّ الله عليهم بأداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة وطمأنينة، وسط عناية ورعاية فائقة، وخدمات وطاقات متنوعة، وضعت جميعها في متناولهم، إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، وبمتابعة وإشراف ميداني من أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس لجنة الحج بالمدينةالمنورة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز . وقال إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس: إن العام الماضي قد مر على المسلمين وهم في محن عظمى ومصائب كبرى، متسائلاً: هل يتعقل المسلمون أن الأمن والأمان مرهون بالتمسك بالإسلام والالتزام بحقائق القرآن والاعتصام بحبل الرحمن، وأن الأمة، لن تحصل قوة ولن تبلغ مجداً، ومكانة مرموقة، حتى يتحقق في واقع حياتها: العمل الكامل، الصادق، الشامل بالإسلام عقيدة وشريعة، علماً وعملاً، حكماً وتحاكماً. ودعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف: المسلمين إلى التحلي بالإيمان بالله، ورسوله، والتوكل على الله جل وعلا، والاعتماد عليه وحده، والالتجاء إلى جنابه، والتسلح بسلاح العقيدة الربانية، فذلك الضمان الأوحد لاستقامة الأفراد واستقرار المجتمعات.