لوحت واشنطن بإمكانية طرح مشروع على مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات جديدة ضد النظام السوري، رداً على محاصرته للمدنيين في عدد من المدن، وممارسة حملات تجويع ضدهم، وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن الرئيس السوري بشار الأسد، يخوض حرب تجويع ضد شعبه، ويعمد إلى منع تسليم المعونات الغذائية والطبية والإنسانية الحيوية. وأضاف في تصريحات أمس "مع اقتراب فصل الشتاء، تصبح حياة آلاف الناس معرضة للخطر. ومع أن العالم يدرك الآن أن بشار قد استخدم الأسلحة الكيماوية والقصف العشوائي والاعتقالات التعسفية والاغتصاب والتعذيب ضد أبناء شعبه؛ إلا أن الأخطر من ذلك هو حرمان قطاعات هائلة من السكان بصورة منتظمة ومنهجية من المساعدات الطبية والمواد الغذائية، وغير ذلك من المعونات الإنسانية. وهذا الحرمان من أبسط حقوق الإنسان ينبغي أن يتوقف قبل أن تصل حصيلة وفيات الحرب، التي تجاوزت الآن 120 ألف نسمة إلى مستويات كارثية". وتابع "نفكر في التوجه إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار جديد ضد النظام السوري، الذي تهدد سياساته بارتكاب كارثة إنسانية والدفع نحو الهاوية. لأنها ترفض تسجيل وكالات المساعدات المشروعة، وتحجب المساعدات عند حدودها، وتطالب قوافل الأممالمتحدة بالسير على طرق ملتوية وعبر عشرات من حواجز التفتيش قبل أن تصل إلى المحتاجين. كما دأب النظام بصورة منتظمة على منع وصول الشحنات الغذائية إلى المناطق ذات المواقع الاستراتيجية، مما أدى إلى تفاقم حصيلة الموت والبؤس". في ذات السياق، قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج واشنطن ديفيد سايمون في تصريحات إلى "الوطن": إن استخدام الغذاء كسلاح ضد المدنيين بمثابة جريمة تفوق استخدام الأسلحة الكيماوية، وأضاف "من المؤسف أن المجتمع الدولي لا يتحرك إلا لمعالجة بعض الحالات المحددة، مثل استخدام الأسلحة المحرمة دولياًّ. ويتجاهل حالات قد تكون أكثر خطورة من ذلك. ومع التسليم بخطورة استخدام تلك الأسلحة الفتاكة، إلا أن الموت جوعاً يعد جريمة في حق الإنسانية جمعاء. وعلى مجلس الأمن أن يتحرك اليوم قبل الغد لوقف هذا الانتهاك لحقوق الإنسان. وأن يصدر قراراً حاسماً يلزم الأسد بعدم محاصرة المدنيين العزل". وأضاف "لا أدري كيف يسمح هذا النظام لنفسه بأن يستخدم الغذاء كسلاح ضد معارضيه، في جريمة ترفضها كل الأديان السماوية والأعراف الإنسانية. وبعد كل هذا يخرج بكل براءة في وسائل الإعلام ليقول إنه لا يرى ما يمنع ترشيحه لولاية رئاسية جديدة. فكيف يرضى شعب أن يحكمه رئيس أجبر الآلاف على الموت جوعاً وبسبب الأمراض، لأنه لم يخرج في مسيرات مؤيدة له؟". في سياق منفصل، كشفت مصادر دبلوماسية في واشنطن، أن السبب في تدخل الحكومة العراقية إلى جانب مقاتلي وحدات حماية الشعب التركي ومساعدتهم على انتزاع معبر اليعربية من قبضة مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة اختصاراً باسم "داعش"، يعود إلى رغبتها في سيطرة الأكراد على المنطقة المنتجة للنفط في شمال شرق سورية. وقال دبلوماسي سابق عمل في السفارة الأميركية في دمشق، إن الأكراد دأبوا منذ اندلاع الأزمة السورية على تهريب الثروات عن طريق اليعربية إلى داخل الأراضي العراقية. وأضاف المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه أن أهمية المعبر الحدودي تكمن في كونه يقع في مدينة الحسكة الغنية التي تعرف باسم "سلة سورية الغذائية" لاحتوائها على مخزون ضخم من الحبوب، التي يمكن بعد سيطرة القوات الكردية على المعبر تهريبها إلى الساحل السوري، حسب قوله. من جهة أخرى، اتهم ناشطون سوريون عناصر من الدولة الإسلامية في العراق والشام بالعمل على إشعال فتنة طائفية في سورية، وأكدوا قيام مقاتلي التنظيم المرتبط بالقاعدة بإحراق كنيسة "الصليب المقدس" في منطقة تل أبيض بمحافظة الرقة. واتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان مقاتلي الدولة بمحاولة تشتيت انتباه المعارضة "وتوجيهها نحو معارك انصرافية" بما يخدم مصلحة النظام السوري.