أكدت الممثلة الأمريكية مايا فارو (65 عاما) أن عارضة الأزياء البريطانية ناعومي كامبل كانت تعرف منذ البداية أن قطع الألماس التي وصلت إلى غرفتها في الفندق بجنوب أفريقيا كانت مرسلة من الرئيس الليبيري السابق تشارليز تايلور. ونقضت فارو بهذه الشهادة ما قالته كامبل أمام المحكمة الخاصة بسيراليون في لاهاي الخميس الماضي. وقالت فارو إن كامبل أخبرتها بقصة الماس الذي وصلها عبر رجال غامضين، طرقوا باب غرفتها بالفندق بعد ساعات من انتهاء حفل عشاء كبير كانت مدعوة له من قبل الرئيس نيلسون مانديلا بجنوب أفريقيا فى سبتمبر عام 1997، وحضر الحفل أيضا الرئيس الليبيري تايلور، وكل من الممثلة فارو، ووكيلة عارضات الأزياء كارول وايت. وأضافت فارو أن كامبل أخبرتها بقصة الماس قبل أن تجلس على مائدة الإفطار بالفندق صبيحة اليوم التالي من تلقيها هدية الماس. وقالت فارو "قبيل حفل العشاء الذي أقامه مانديلا، حذرتنى زوجة المناضل مانديلا غراسا ماشيل من الظهور بجانب تايلور أو التقاط صور معه. وقالت لي: لا أعتقد أنك ترغبين في التصوير مع هذا الرجل، وبالفعل حاولت تجنبه إبان الاحتفال. من جانبه أعلن كورتني جريفيث محامي تايلور عن غضبه الصريح من المحكمة، لقيامها باستبدال ترتيب الشهود، حيث كان من المقرر أن يتم الاستماع أولا إلى وكيلة عارضات الأزياء كارول وايت قبل فارو، إلا أن المحكمة غيرت ترتيب الشهود فى اللحظات الأخيرة، الأمر الذي دعا المحامى لتسجيل اعتراض رسمي على هذا التغيير ومطالبا المحكمة بالإيضاح. وتعد فارو ثانى شاهدة ضد تايلور، لتأكيد اتهامات المحكمة ضده بعقده صفقات الماس الدامي مقابل الحصول على السلاح فى الصراع الأهلي الذى شهدته ليبيريا وسيراليون فى الفترة من 1991 وحتى 2001، حيث أدلت كامبل بشهادتها الخميس الماضي وأكدت حصولها على هدية من الماس كان مصدرها تايلور عندما كان يزور جنوب أفريقيا في ذلك الحين. وأدلت فارو بشهادتها أمام المحكمة من خلف زجاج عازل، ولم يسمح لها بلقاءات مفتوحة مع الإعلاميين تحسبا للضمانات الأمنية، وستواصل المحكمة الاستماع إلى بقية الشهود الذين يستند إليهم المدعي العام لإثبات تهم ارتكاب جرائم الحرب ضد تايلور فى الصراعات التى راح ضحيتها 120 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى والمشردين.