قتل 61 شخصاً وأصيب العشرات بجروح في سلسلة هجمات في أنحاء متفرقة من العراق أمس، بينها انفجار عشر سيارات مفخخة في بغداد، ليرتفع عدد قتلى العنف منذ بداية أكتوبر الجاري. وتشكل موجة الهجمات هذه حلقة جديدة في مسلسل العنف اليومي المتصاعد منذ أبريل الماضي حين قتل 50 شخصاً في اقتحام اعتصام سني مناهض لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي (شيعي) قرب كركوك (240 كلم شمال بغداد). وانفجرت صباحا بأوقات متزامنة عشر سيارات مفخخة في بغداد مستهدفة أسواقا في البلديات (شرق) والشعب (شرق) والمشتل (شرق) والحرية (شمال) وسبع البور (شمال) وأبو تشير (جنوب) والبياع (جنوب) والنهروان (جنوب شرق). وأكدت مصادر أمنية وطبية مقتل 33 شخصاً وإصابة نحو 90 بجروح في هذه الهجمات، التي وقع أكبرها في الشعب وأبو تشير والبياع، حيث قتل خمسة أشخاص على الأقل في كل من الهجمات الثلاث في هذه المناطق. ولكن وزارة الداخلية أعلنت في بيان رسمي مقتل ستة أشخاص فقط وإصابة أكثر من 50 جراء هجمات بغداد. وغطت سحب من الدخان الأسود سماء بعض المناطق في بغداد عقب موجة التفجيرات التي وقعت في ساعة الذروة الصباحية في أول أيام الأسبوع، فيما كانت سيارات الإسعاف تجوب شوارع العاصمة. وفي وقت لاحق، قتل ثلاثة أشخاص على الأقل بينهم امرأة وأصيب سبعة بينهم ثلاث نساء بانفجار عبوة ناسفة عند سوق في منطقة الطارمية إلى الشمال من بغداد -وفقاً لمصادر أمنية وطبية-. وبعد ساعات قليلة من هجمات بغداد صباحاً، قتل 14 شخصاً بينهم ثلاثة جنود وأصيب أكثر من ثلاثين آخرين في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف تجمعاً لعسكريين قرب مصرف في الموصل شمال العراق، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية وطبية. وأوضحت المصادر أن الانتحاري فجر السيارة التي كان يقودها في منطقة الفيصلية في شرق الموصل (350 كلم شمال بغداد) مستهدفا عسكريين كانوا ينتظرون استلام رواتبهم أمام احد المصارف. وتشهد محافظة نينوى ومركزها الموصل أعمال عنف متصاعدة منذ أسابيع، تشمل الهجمات الانتحارية التي تستهدف الجيش والشرطة خاصة. كما قتل جنديان في شرق الموصل بهجوم مسلح استهدف سيارتهما، وقتلت امرأة وأصيب ثمانية في انفجار سيارة مفخخة استهدفت نقطة تفتيش للجيش في شرق الموصل أيضا. وفي بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)، قتل مسلحون مدنيون في هجوم مسلح -وفقاً لمقدم في الشرطة ومصدر طبي-. ولم تعلن الجهات الحكومية رد فعل حول هجمات أمس باستثناء رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي (سني)، الذي استنكر موجة العنف في بيان رسمي. وجاء في البيان “ندين بأشد العبارات التفجيرات الاجرامية البشعة، التي طالت أهلنا”، مطالباً “الأجهزة الأمنية بتقديم مبررات لهذه الخروقات المتكررة”. ومنذ بداية أكتوبر الحالي، قتل نحو 650 شخصاً، استنادا إلى مصادر أمنية وعسكرية وطبية، فيما قتل أكثر من 5350 شخصا منذ بداية العام 2013. وتطرح هذه الهجمات التي تعتمد الأسلوب نفسه وتستهدف الأماكن ذاتها مزيداً من الأسئلة على القوات الأمنية وعددها أكثر من 800 ألف شرطي وجندي، لكنها عاجزة عن وضع حد لتصاعد العنف. ولم تتبن أية جهة هجمات أمس، علماً أن تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” التابع لتنظيم القاعدة عادة ما يتبنى في أوقات لاحقة مثل هذه الهجمات. من جهة أخرى، أعلنت وزارة البيشمركة في إقليم كردستان أمس، أن وفداً أمنياً رفيع المستوى وصل بغداد لمناقشة إقرار مشروع أمني مشترك للسيطرة على الأوضاع الأمنية في المناطق الواقعة خارج سيطرة الإقليم. وذكر بيان للأمين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور، أن “أعضاء اللجنة العليا المشتركة بين بغداد وأربيل، سيجتمعون في وقت لاحق في بغداد لبحث عدد من القضايا الأمنية”. وأضاف: أن “الاجتماع سيبحث إقرار مشروع أمني مشترك يهدف إلى السيطرة على الأوضاع الأمنية في المناطق الواقعة خارج سلطة إقليم كردستان، في محافظات ديالى وكركوك ونينوى وصلاح الدين والقضايا المتعلقة بتخصيصات قوات البيشمركة ضمن الموازنة العامة”.