في الوقت الذي ارتفع فيه عدد المصابين بفيروس «كورونا» في المملكة إلى 124 شخصا توفي منهم حتى الآن 51 حالة حسب ما ذكرت وزارة الصحة، يسعى علماء هولنديون يتجمعون في معمل سري وسط إجراءات أمنية مشددة لتطوير طفرات من سلالات فيروس الأنفلونزا. وهو عمل خطير يهدف إلى تحضير العالم لجائحة فتاكة قبل أن تظهر في الطبيعة. وكان وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور زياد ميمش قد أكد ل»الوطن» أن الوزارة تقوم بكل الإجراءات الاحترازية حسب الموجهات العلمية المحلية والعالمية للمخالطين بأخذ عينات منهم لمعرفة ما إذا كانت هناك حالات بينهم، وإبلاغ منظمة الصحة العالمية بأي حالة تستجد حسب نظام اللوائح الصحية الدولية 2005 والمملكة ملتزمة بذلك. وأثارت فكرة إنتاج فيروسات مسببة للأمراض من خلال تقنيات الهندسة الوراثية جدلا كبيرا، وذلك خشية تسرب مثل هذه السلالات الفيروسية أو وقوعها في أيد غير أمينة. ومع ترقب الصين لانتشار مزيد من حالات الإصابة بالسلالة الفيروسية الجديدة الفتاكة (إتش7 إن9) يقول عالما الفيروسات رون فوتشييه وآب أوسترهاوس إن مزايا أبحاث طفرات الجينات تفوق المخاطر بكثير. وتهدف التجارب إلى استطلاع قدرات الفيروس بغية تطوير عقار يقاومه وإماطة اللثام عن التحورات الجينية التي قد تحسن قدرته على الانتشار ويقولان إن عملهما قد يتيح الخبرات المعرفية لمنع تفشي الأنفلونزا الفتاكة. وقد يحدث ذلك من خلال التوصل إلى لقاحات جديدة في الوقت المناسب أو أنواع علاج أخرى متوافقة مع جينات السلالة الجديدة. وإلى الآن توفي 45 من بين 136 شخصا أصيبوا بالفيروس “إتش7 إن9” في الصين وتايوان أي أن نسبة الوفيات نحو 30 %. وبالعودة إلى فيروس “كورونا” وارتفاع أعداد الإصابة به في المملكة أشار الدكتور ميمش إلى أن لجنة علمية وطنية متخصصة في الأمراض المعدية تضم نخبة من الاستشاريين والمختصين من كافة القطاعات الصحية الحكومية تتابع الفيروس عن كثب، مبيناً أن الفيروس يعد أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي حيث تمثل 15% من فيروسات الأنفلونزا التي تصيب الإنسان وهو نمط جديد يمكن انتقاله من شخص لآخر في حالات نادرة ومحدودة، وأنه لا يشكل قلقاً للصحة العمومية بخلاف الفيروسات الأخرى التي تم تسجيلها سابقاً وكان آخرها فيروس أنفلونزا الخنازير.