وفاء آل منصور لو تطلعنا للأفق ولامسنا السُحب، ومخرنا عُباب السماء سنبقى ممتنين لأترابنا وأسرنا الذين مهدوا طرق النجاح وعبدوها من أجلنا سواء بكلمة محفزة أو حتى ابتسامة رضا عن تقدمنا وفوزنا بقلادات التميز. فوراء كل قفزة ناجحة ورمية صائبة جنود مجهولون تعزى انتصاراتنا ونجاحاتنا بمختلف مجالاتها لهم ولمساندتهم ووقوفهم بقربنا، فلولاهم لتعثرنا في منتصف الطريق واقفين بلا حراك متقاعسين عن الوصول لأهدافنا وأحلامنا الملقاة على قارعة الحياة. فحينما نسمع عن تحقيق أحدهم إنجازاً علمياً أو شهرة عالمية ووصوله لمحفل النجاح الذي لا يولد من محض الصدفة بل من رحم التجارب والمحاولات المستمرة، نتساءل في قرارة أنفسنا.. كيف وصل؟ ومن خلف نجاحه المبهر الذي جعله يحتضن عنان السماء ويقبل جبين القمر في اكتماله؟ يقول الكاتب السعودي: عبدلله المغلوث في إحدى تغريداته التي ضمنها في كتابه الشهير (تغريد) عن إحدى أبرز الشخصيات نجاحاً في مجال الكتابة والتأليف. "أخذت زوجة ستيفن كينج كتابه الأول من القمامة بعد أن فشل بنشره وراسلت داراً نشرته لاحقاً. اليوم بلغ توزيع كتبه 350 مليون نسخة، ليس كل ما ترميه سيئاً". فخلف كل نجاح أشخاص بمثابة المحرك الذي يدفعنا للأمام ولا يرضون لأحلامنا أن تنهد وتُهدم، هؤلاء يكون لهم النصيب الأوفر من ضريبة نجاحنا مستقبلاً. من منا لا يعرف العلامة التجارية الشهيرة والأكبر في العالم (بيتزاهت) التي دفعت دان كيرني وشقيقة الأصغر فرانك إلى افتتاح ما يزيد عن 13 ألف فرع حول العالم بسبب 500 دولار استعاراها من والدتهما حينما هطلت عليهما فكرة افتتاح مطعم للبيتزا في أميركا. فوراء كل نجاح أمهات وزوجات عظيمات، وقد يكون خلفه رغبة عارمة وحماس صادق يجعلنا نستوطن القمم ونحتضن الهمم، وقد يكون خلف نجاحاتنا منعطفات ومنحدرات سلبية وفاشلة وسقطات عاثرة حولناها إلى وقود يمكننا من الوصول إلى أعتاب آمالنا وطموحاتنا المتعثرة، فنُعمرها من جديد كي تعانق السحب، فتنتفع الأوطان وترتقي الأجيال. النجاح لا يثمر إلا في بيئة خصبة قادرة على أن تنجب من رمالها ثماراً ناضجة وأزهاراً متفتحة، فالناجحون حول العالم اختلقوا الطرق المؤدية للنجاح وعبدوها بأنفسهم وبعوامل مساعدة كانت رفيقتهم وقت العدو في ميدان السباق. فكونوا ممتنين أيها الناجحون فحولكم أناس يستحقون الامتنان والشكر المستمر، فهم وهج النجاح الذي لن ينطفئ أبداً مع الشكر والعرفان لله أولاً ثم لمن كانوا بمعيتكم نحو سلم الوصول الممتد نحو السماء الأثرة. يقول "براين تريسي": (طوّر لديك عادة العرفان بالجميل، وتعود أن تشكر على كل شيء يحدث لك، واعلم أن كل خطوة تخطوها للأمام هي خطوة نحو تحقيق شيء أكبر وأفضل من موقعك الحالي). لنكن على يقين أنه لا طعم ولا لذة للنجاح دون مشقة الصعود أو معاندة الفشل!