وقف وحيداً بعيون حائرة ينتظر من ينقذه من "الضياع"، رجل يحمل ملامح شرق آسيوية، أدى ابتعاده عن الفريق الذي ذهب معهم إلى رمي الجمرات، إلى تسجيل اسمه ضمن قوائم "التائهين"، أتت من آخر الطريق عربة يعرفها، وأدرك أنه وجد محله، قائد المركبة شاب أسمر البشرة من شباب مكة، يرى أن المركبة التي يقودها "دباب مطور"، ويقول إن حجاج "جنوب آسيا" يسمونه "الركشة". العربة التي تختلف مسمياتها من منطقة إلى أخرى، هناك من يقول إنها "التوك توك" أو "البجاج" أو "الركشة"، وساهمت في إنقاذ مئات التائهين منذ بداية الحج بعد أن استعانت بها مؤسسة حجاج جنوب آسيا، و"الركشة" هي عبارة عن دراجة نارية ذات 3 عجلات، أضيفت "قمرة" للركاب، لتصبح مركبة صغيرة تستخدم كوسيلة للانتقال بالأجرة، والبحث عن التائهين. وتنتشر "الركشة" بكثرة في البلاد الآسيوية، وتسمى وفقا لثقافة "الكوجيكي" اليابانية "الريكاشة"، وانتقلت مؤخراً لعدة دول عربية مثل مصر والسودان، وتتسع "الركشة" لراكبين عربيين أو 3 آسيويين بالمقعد الخلفي، بالإضافة إلى السائق الذي يجلس في المقدمة. ويقول السائق منصور المولد، إن المؤسسة استعانت بعدد كبير من تلك العربات هذا العام، للمساعدة في إعادة الحجاج التائهين إلى مخيماتهم، وإن الآسيويين يعرفون هذه العربات جيداً، حيث يستخدمونها كثيراً في بلادهم ويضيف منصور هناك عرب أيضاً يعرفون هذه العربة ويحاولون استيقافنا دائماً ظناًّ منهم أننا نعمل بالأجرة في هذه العربات، وأشار منصور إلى أن المسميات تختلف بين العرب والآسيويين، حيث يسميها المصريون والسودانيون "توك توك" بينما يطلق عليها الآسيويون "الركشة". وتؤكد مصادر تاريخية أن عربة "الركشة" الموجودة حالياًّ هي النموذج المطور من مركبة الريكاشة اليابانية القديمة التي كان يجرها سائقها وتجري على عجلتين، وتطورت "الريكاشة" من آلة يجرها الإنسان إلى أخرى مزودة بترس وبدالين كالدراجات النارية والهوائية، ثم زودت بمحرك حتى وصلت إلى الشكل المتعارف عليه حاليا. وكشفت المصادر ذاتها ظهور "الركشة" بدأ في البلاد العربية بكثرة مع دخول الألفية الثانية، على الرغم من انتشارها في الهند من أوائل الستينيات، وفي كثير من الدول تعتبر "الركشة" مركبة غير مطابقة للمواصفات الأمنية، وذلك لعدم اتزانها وعدم صلابة هيكلها الخارجي، وعدم وجود أبواب أو أحزمة أمان مما قد يعرض ركابها للخطر حال الحوادث.