عندما تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن، خصوصاً الجانبية منها والأشبه بالحارات المصرية، مع الفارق في التشبيه، تنتشر ال «توك توك» لنقل الركاب إلى أماكن محددة سلفاً من جانب بلدية العاصمة.و «توك توك» لندن ما هو إلا دراجة هوائية بثلاث عجلات، ليست بخارية كما هي الحال في «توك توك» مصر، يقودها شبان أقوياء. وال «توك توك» خارج عن منظومة تعريفة الركوب المحددة سلفاً في مترو الأنفاق الأقدم في العالم وأتوبيسات لندن الحمراء ذات الطابقين. تعمل هذه الدراجة مساء، وهي تتسع لشخصين أو أكثر، وغالباً ما تستخدم للمسافات القصيرة بأسعار مرتفعة مقارنة بأسعار التاكسي، ولكنها صديقة للبيئة. وتُحدد الأجرة بحسب أهواء السائق الذي قد يساومك على تعريفة الركوب، ولكن باحترام على عكس ما يجرى في بلدان أخرى. وتنتشر ال «توك توك» في شوارع لندن، خصوصاً أكسفورد، بألوانها وأحجامها وأشكالها المختلفة التي تساعدها على اختراق الأزقة والوصول إلى أماكن قد يصعب على السيارات الدخول إليها، خصوصاً خلال فترة الصيف. يقول صاحب دراجة «توك توك»: «أعمل في هذه المهنة لكسب المال أولاً، ثم للتعرف الى الذين يأتون من مختلف دول العالم. نحن نعمل مع السياح، وهم دائماً يفضلون الدراجة لأنهم يعرفون أنهم سيستمتعون بها». ويشير إلى أن «توك توك» سيعمل كحافلة عامة، وليس ك «سيارة أجرة» (تاكسي)، بحيث يمكن نقل أشخاص غرباء في وقت واحد». وتعمل هذه المركبات في المدينة طوال العام، ويخضع سائق ال «توك توك» لدورة تدريبية لمدة 4 أيام لتعلم قيادة العربة وطريقة إصلاح ما تتعرض له من أعطال خفيفة. كما يشترط حصول السائق على رخصة لقيادة السيارات قبل بدء العمل على هذه الوسيلة المبتكرة. وظهرت ال «توك توك» بداية في المدن الآسيوية المزدحمة والفقيرة، وانتشرت في سرعة في كثير من دول العالم. وهي مزودة بأحزمة أمان، كناية عن قضبان متحركة تضمن تحقيق قدر أكبر من الوقاية للمستخدمين. ويخشى سائقو سيارات الأجرة السوداء «ذا بلاك كاب» التي تنتشر في لندن، والتي باتت من معالم البلد، من أن تختفي في مواجهة الانتشار الكبير لسيارات الأجرة «مينى كاب» غير المميزة، والتي لا تختلف عن أي سيارة تشاهدها في الطرقات. وهذا ما حدث لبعض معالم لندن الأخرى، كالحافلات الحمر ذات الطابقين والتي أحيل بعضها إلى التقاعد. ولكن التغيرات التكنولوجية أدت إلى اجتياح ال «ميني كاب»، إذ تأتي لاصطحاب الزبون في أي مكان يريده شرط الحجز المسبق عبر الهاتف أو شبكة الإنترنت، وهي مزودة بأنظمة تحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية «جي بي اس»، وتحتفظ وحدها بحق التوقف في الشارع ليركبها المارة.