حدت أجهزة الهاتف النقال الذكية الحديثة من غش وتحايل باعة سوق الماشية، بعد أن تعددت أساليب غشهم وتحايلهم في بيع الأضاحي بالأسواق، إذ وقف برنامج عرض الصور الذكية وبعض مقاطع الفيديو بالصوت والصورة لتوضيح كيفية معرفة الفئات العمرية للأغنام والماعز، عائقاً أمام تلاعب بعض تجار الماشية. البرنامج المحمل على أجهزة الهواتف الذكية أوقف تحايل بعض ضعاف النفوس والعمالة الوافدة التي تعمل في مجال بيع وشراء الماشية خلال مهلة التصحيح، مستغلين ضعف خبرة بعض المشترين، والذين يقومون بغسل الأغنام الكبيرة في السن بالمنظفات والشامبوهات التي تضفي على شعورها وأصوافها جمالا ولمعانا لتبدو وكأنها بأعمار صغيرة ينخدع معها المشتري، فيما حذر متعاملون من أساليب بعض المربيين وقيامهم بإطعام ماشية الأضاحي أعلافا مخمرة وأملاحا تزيد من حجمها الطبيعي. وأكد عبدالله العلي متعامل بأسواق الماشية بالقصيم، أن الأجهزة الذكية الحديثة للهاتف النقال رفعت الوعي لدى المستهلك من خلال تبادل الصور التي تبين كيفية معرفة أعمار الماشية وأسنان الفك للماشية والتي من خلالها يعرف المشتري العمر الحقيقي للحيوان، حيث يقوم المشتري بتطبيق عملي على الطبيعة بتطبيق الصور المشروحة على أسنان الأضحية أو الماشية المرغوب في شرائها بدون سؤال البائع ومعرفة كم عمرها. وحذر العلي المشترين من قيام بعض الباعة، لاسيما من المقيمين الذين يستغلون موسم الأضاحي ويقومون بغسل الأغنام بالمنظفات وملمعات الشعر والصوف مما يظهر الأضحية بشكل مختلف عن شكلها الأصلي، ولاسيما الماشية الهزيلة، فتفكك الصوف والشعر وتناسقه بعد تنظيفه يجعلها تبدو سمينة، وذات عمر صغير وهو ما يجعل المشتري ينخدع. كما حذر العلي من أسلوب تجويع الماشية وتعطيشها لعدة أيام وقبل عرضها بساعات يقوم بإعطائها علف الشعير المخمر بالماء والملح مما يجعلها تأكل كميات كبيرة وتشرب ماء بكميات أكبر لتبدو الأضحية وكأنها سمينة وذات وزن تخدع المشتري. من جهته، قال عقل الزنغوب متعامل بالسوق، إن التقنية الحديثة رفعت ثقافة المشتري أفضل مما كان في السابق، خاصة الأجهزة الذكية، حيث مكنت المشترين من أن يتواصلوا خلال دقائق مع خبير آخر بتصوير الحيوان وأسنانه وإرسال الصور وأخذ النصيحة في دقائق معدودة، لذلك فقد حدت هذه الأجهزة من التحايل بشكل كبير، فيما نبه الزنغوب الراغبين في شراء أضاحي إلى ضرورة تمييز الصور المتبادلة عبر مواقع التواصل والتأكد من صحتها، وذلك بمعرفة أعمار الماشية من خلال أسنان الفك الأسفل وهي التي تحدد العمر الحقيقي للحيوان. أما خالد المطيري متعامل آخر بالسوق، فقد حذر المشترين من تحايل بعض الباعة، مشيراً إلى وجود طرق وأنواع آخرى للتحايل على المشتري، مثل وضع علامات على صوف الماشية من بعض الغبار الطيني والحناء وبعض الأشواك لتوهم المشتري أن الخراف أو الماشية جلبت من البر وتربت بالصحراء لرفع قيمتها على المشتري، بينما هي تربية أحواش ومشاريع أو ربما مستوردة، ولا يكتشف هذا النوع من الغش إلا بعد الذبح. ومن جانبه، قال الطبيب البيطري يوسف بن علي العضيلة، إن أساليب غش بيع الماشية متنوعة ومتعددة ومنها رفع البائع للأضحية من جهة الرقبة حتى يتكون ويتركز مكونات الجهاز الهضمي في المؤخره مما يعطي مظهرا حسنا للمستهلك. وأضاف "وكذلك من الأشياء المهمة بكشف مرض الماشية من خلال عين الحيوان بوضوح برؤية احتقان شديد في ملتحمة العين لأن العين مرآة الجسم ويدل هذا على إعياء الجسم وضعف النشاط الحيوي، ومحاولة نزع الشعر من عدة جهات حيث في حال الانتزاع باليد يدل على وجود طفيليات خارجية تحت الجلد تؤثر على بصيلات الشعر وجذورها، كذلك كثرة الخراجات أو ما يسمى بالطواليع عند عامة الناس، مبينا أن أسباب تكونها من الغذاء وخاصة علف الشعير الذي تتعلق به صبغات كيماوية لها أثر في انسداد الغدد الليمفاوية المسؤولة عن تطهير وتنقية الدم.