لا يزال الغموض يكتنف مصير الحفل الذي سيحييه اليوم الفنان التونسي سليم البكوش في إطار مهرجان قرطاج. فبينما لم تؤكد وزارة الثقافة التونسية إلغاء الحفل سحبت إدارة المهرجان برنامج يوم 9 أغسطس من الموقع الرسمي للمهرجان على الإنترنت، وهو اليوم الذي كانت ستقام فيه سهرة منوعة بعنوان "نورانيات" سيحييها المطرب سليم البكوش الذي يتهمه الرأي العام التونسي بالتطبيع مع إسرائيل من خلال إحياء حفل في كنيس يهودي بالغريبة بجربة (جنوبتونس) لصالح يهود إسرائيليين من أصل تونسي. وتتواصل الدعوات المطالبة بإلغاء حفل "نورانيات" عقابا للمطرب البكوش على إحياء الحفل لإسرائيليين، ومن أجل تهديد وتنبيه باقي المطربين إلى ما قد تؤول إليه الأمور في حال قاموا بمثل ما أقدم عليه سليم البكوش. وتخيّم تداعيات الضجة الناجمة عن قيام أحد المطربين التونسيين ويدعى محسن الشريف بإحياء حفل في إيلات بإسرائيل وهتافه بحياة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أجواء مهرجان قرطاج الدولي، بعد بث شريط مصور للحفل على الإنترنت ظهر فيه محسن الشريف يغني ويرقص ويردد "يحيا بن علي" في إشارة للرئيس التونسي، ثم هتف بعدها "يحيا بي بي نتنياهو". وأثار الشريط انتقادات واسعة ضد محسن الشريف داخل الأوساط الثقافية التونسية والعربية، كما أثار موجة عارمة من الاحتجاجات بين صفوف رواد الإنترنت حيث أطلق عدد من مستخدمي موقع "فيس بوك" حملة تنادي بمحاكمة المغني التونسي، وسحب الجنسية التونسية منه. كما أدانت نقابة المهن الموسيقية بشدة ما قام به الشريف، وطالبت الحكومة "بمعاقبة هؤلاء المسيئين للشعب التونسي وتاريخه في مساندة القضية الفلسطينية خاصة وأن تونس احتضنت لسنوات النضال الفلسطيني". وقامت مجموعة من المحامين التونسيين برفع دعوى مدنية لمقاضاة الفنان فيما اعتبروه "مسا بكرامة التونسيين ومشاعرهم الوطنية"، وإساءة لموقف تونس التي احتضنت منظمة التحرير الفلسطينية لسنوات عديدة، وطالبوا بإجراءات عقابية صارمة ضد محسن الشريف وبقية المطربين الذين غنوا معه في الحفل.