دفعت قلة المقاعد على "الخطوط السعودية" بين شرورة والمدن الرئيسية للمملكة في أوقات الذروة، والخصومات التي تمنحها "السعودية" على الرحلات الدولية، بركاب شرورة إلى اللجوء إلى الحجز على الرحلات الدولية والنزول في المحطات الداخلية. فالمسافرون من شرورة غدوا يسمعون عبارات مثل "فل" و"انسى" من موظفي مكاتب وكالات السفر الأربع العاملة بشرورة، عندما يحاولون إيجاد مقاعد على الدرجة السياحية أو حتى الأولى أحياناً إلى الرياض أو جدة، إذ لا يجد موظف الوكالة ما يقوله للعميل الراغب في إيجاد مقعد على رحلة داخلية، سوى عبارة: "وش رأيك أحجز لك إلى أبوظبي أو المنامة؟". وطبعا هذه العبارة تزيد العميل حنقاً لأن وجهته محلية، ولكن سرعان ما تنجلي علامات الحيرة لديه بعد أن يعرف أن هذه هي الطريقة الوحيدة لسفره إلى الرياض، وإن كانت بسعر أغلى قليلاً من الدرجة السياحية "غير المتوفرة"، وأقل بحوالى النصف من سعر الدرجة الأولى "النادرة"، إذ يدفع المسافر عبر عاصمة خليجية نحو 500 ريال للدرجة السياحية، بينما يتفاوت سعر التذكرة على الدرجة الأولى من شرورة إلى الرياض، بين 870 ريالاً و1105 ريالات. استغلال "الانتظار" أحد موظفي وكالات السفر أوضح ل"الوطن" أثناء زيارتها لمكتبه، أنهم يلجؤون إلى الحجز بهذه الطريقة للاستفادة من خدمة "الانتظار" المتوفرة في الرحلات الدولية وغير المتوفرة في الداخلية. وقال: "نحن نحجز للعميل مقعداً مؤكداً من الرياض إلى الوجهة الدولية، وانتظاراً من شرورة للرياض ليتأكد الحجز ما أن يلغي مسافر آخر حجزه". ولدى وجود "الوطن" في الوكالة نفسها، حجز المواطن معيض صالح انتظاراً إلى المنامة بسعر 520 ريالاً، بينما قصده محطة الدمام. وعندما تأكد حجزه في ما بعد، وجد نفسه بين خيارين: إما أن يذهب إلى المنامة ومنها براً إلى الدمام، أو ينزل في الرياض ويحاول أن يجد مقعداً للدمام أو يستقل القطار. ورأى مواطن آخر طلب عدم ذكر اسمه، أن "السعودية" مستفيدة بلا شك. وقال: نحن نركب الدرجة السياحية بضعف سعرها، فأنا حجزت قبل أيام إلى أبوظبي ونزلت في الرياض بنحو 500 ريال، وركبت في الدرجة السياحية التي يبلغ سعرها 280 ريالاً، وسأحجز الاثنين القادم لأي محطة دولية الكويت أو أبوظبي أو المنامة، فالمهم أن أجد مقعداً لأنزل في الرياض، مطالباً "السعودية" بزيادة السعة المقعدية بتغيير طائرات شرورةالرياض. كشف التحايل ويفسر مصدر مطلع هذا التحايل بطريقة أخرى، قائلا: لقد ثبت لدى الجهات المختصة تلاعب بعض وكالات السفر في المحافظة على أسعار التذاكر عن طريق التحايل بحجز مقعد دولي للراكب الذي يرغب في السفر من شرورة إلى الرياض ولم يجد مقعداً، فيعمد موظف وكالة السفر إلى حجز مقعد دولي كالعاصمة الإماراتية أبوظبي مثلا، على الدرجة "التشجيعية" ويقص له التذاكر على أن يكون الراكب مبيت النية للنزول في الرياض، مستفيدا من السعر المخفض والأولوية التي تمنحها "السعودية" لحجوزات الرحلات الدولية. وكشف المصدر أن هذا التحايل سيقود الخطوط "السعودية" إلى إعادة النظر في عملية تأكيد الحجز الداخلي وإعطاء الأولوية للراكب الذي يحجز على رحلة دولية. واتصلت "الوطن" بمدير "السعودية" في نجرانوشرورة حسين حرفش لاستيضاح الأمر منه، إلا أنه امتنع عن التصريح بحجة أنه غير مخول بالخوض في هذه القضية. وكان المدير العام للخطوط السعودية خالد الملحم، أكد في تصريح ل"الوطن" خلال زيارته الأخيرة لمنطقة نجران، أن "السعودية" تسعى في الوقت الحاضر للتركيز على زيادة الرحلات بين منطقة نجران والمدن الرئيسية في المملكة كحل أساسي للنقل الداخلي والتي تشمل أيضا مطار محافظة شرورة، مؤكدا أنه لمس حاجة الأهالي إلى زيادة عدد الرحلات الداخلية بحيث يكون ذلك أولوية تسبق موضوع تسيير رحلات دولية وهي التي أعلن عن تحقيقها أمير المنطقة الأمير مشعل بن عبدالله الأسبوع الماضي. شرورة جازان وكانت "الوطن" اكتشفت تلاعبا سابقا في أسعار تذاكر السفر على الخطوط السعودية من شرورة إلى جدة، ونشرته على صفحتها الأولى بتاريخ 20-11-2011 تحت عنوان "مسافرون يحتاولون على السعودية". وأشارت حينها إلى تمكن الركاب من توفير 120 ريالاً في سعر التذكرة بعدما اكتشفوا أن سعرها من شرورة إلى جازان عبر جدة 200 ريال، في حين يبلغ سعر التذكرة من شرورة إلى جدة 320 ريالاً، وذلك عندما أوقفت "السعودية" رحلاتها المباشرة بين جازان وشرورة، لكنها أبقت سعر التذكرة على حاله وهي تبدلهم بخط سير آخر، مما دفع بكثير من المسافرين إلى جدة إلى حجز تذكرة إلى جازان ثم يغادرون في مطار الملك عبدالعزيز ولا يواصلون رحلتهم المفترضة. لتعود "السعودية" وتفاعلا مع خبر "الوطن"، لترفع سعر تذاكر رحلاتها بين شرورة وجازان التي تمر عبر جدة، من 200 ريال إلى 320 ريالا، بهدف وضع حد لتحايل عدد من المسافرين الذين كانوا يشترون تذكرة إلى جازان ثم ينزلون في جدة في التفاصيل التي تابعتها "الوطن" بتاريخ 29-11-2011 بعنوان "الخطوط تواجه الاحتيال برفع السعر".