التقى وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، أول من أمس، في العاصمة الإيطالية روما، رئيس الوزراء الإيطالي إنريكو ليتا. وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة وإيطاليا في المجالات كافة، وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك. حضر اللقاء رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، ومساعد وزير الخارجية الأمير خالد بن سعود بن خالد، ووكيل وزارة الخارجية لشؤون المعلومات والتقنية الأمير محمد بن سعود بن خالد. وكان الأمير سعود الفيصل، قد التقى في فيلا ماداما أول من أمس، وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو، وذلك ضمن فعاليات الاحتفال بمرور 80 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيطاليا. وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات كافة، وتبادل وجهات النظر حيال الكثير من القضايا. كما تطرقا في محادثاتهما إلى عدد من القضايا في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها الأزمة السورية. وأعرب الأمير سعود الفيصل وإيما بونينو خلال مؤتمر صحفي مشترك عن قلقهما بشأن ما يحدث في سورية من قتل وتدمير، مطالبين المجتمع الدولي أن يضع حلا سريعا لوقف نزيف الدم السوري، وإنقاذ سورية من التدمير. ولفت الأمير سعود الفيصل النظر إلى أن الفعاليات المصاحبة للاحتفال بمرور 80 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيطاليا وتنوعها في المجالات كافة، وحجم المشاركة للنخب المميزة في البلدين، تجسد الحرص والاهتمام الكبيرين على المستوى الرسمي والاجتماعي على تطوير هذه العلاقات، والدفع بها إلى آفاق أرحب، معبرا عن ارتياحه للمحادثات المثمرة والبناءة مع وزيرة الخارجية الإيطالية. من جهة أخرى، افتتح الأمير سلطان بن سلمان، وعمدة روما البروفيسور النيتسيو مارينو، أمس، معرض "السعودية ملتقى الحضارات"، المقام في متحف "فتريانو" بالعاصمة الإيطالية روما، وتنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار ضمن الاحتفال بمناسبة مرور80 عاما على قيام العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وجمهورية إيطاليا. وأكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في كلمته خلال حفل الافتتاح، أن ما يتم في المملكة من توسع كبير في المحافظة على تراثها، وجعله قريبا من المواطنين، يأتي إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد، وهو ما جعل الاعتزاز بعمقنا التاريخي والحضارات المتعاقبة على الجزيرة العربية، خاصة الحضارة الإسلامية التي بدأت على تراب الجزيرة العربية وامتدت إلى أصقاع العالم، جعل هذا الاعتزاز مكونا أساسا للشخصية السعودية. وقال: إن المملكة ليست بلد نفط فقط، وهي تعتز بما حباها الله من ثروات، صرفتها لرقي مواطنيها وتنمية البلاد في شتى المجالات، مضيفا أن كل المراقبين والمنصفين يعلمون أن المملكة الدولة الأولى في المنطقة في مجالات التنمية والعلوم والتعليم، وهذا لم يأت لوجود النفط فحسب، بل جاء بفضل من الله، ثم بوجود القوى الذاتية من المواطنين المحبين لبلادهم، الذين يسعون لتكون المملكة في مصاف الدول المتقدمة. وتابع قائلا: نحن نفخر بالفرق الإيطالية التي تعمل معنا، وقد وقعنا اتفاقيات جديدة للتوسع في مجالات الآثار، والاستفادة من الخبرات الإيطالية في عمليات الترميم للتراث العمراني، إذ تم البدء في عمليات ترميم غير مسبوقة في المملكة، وسنتوسع في عمليات التعلم من التجربة الإيطالية في إدارة المتاحف وإدارة الموجودات والمكنوز الثقافي. ومن جانبه، قال عمدة روما البروفيسور النيتسيو مارينو: نحن سعيدون بتجديد الولاء والصداقة بمناسبة مرور 80 عاما على بدء العلاقة الدبلوماسية بين المملكة وإيطاليا، مشيرا إلى أن الروابط التي تجمع البلدين عريقة تعود إلى قرون عدة.