العامل النفسي في حياة المبتعث، جزء لا يتجزأ من عوامل عدة لها الأثر الأكبر في مسيرته الدراسية، وهو كغيره من العوامل الأخرى، والتي تشمل الجانب المادي، والدراسي، والاجتماعي مكونات لولاها لن يتمكن الطالب من أداء مهمته العلمية، وإنجازها بالشكل المطلوب. ومن المعروف أن عامل الغربة، والبعد عن الأهل يعد أحد الضغوط التي إذا لم يسيطر عليها الطالب ويتجاوزها، فإنها ستشكل معضلة قد تعيق مسألة التحصيل العلمي، لا سيما لدى الطلاب الجدد، فيما تمثل التجمعات الدورية، والصداقات في بلد الابتعاث عاملاً محفزاً للطالب ليتجاوز غربته. وتحتضن الأندية الطلابية السعودية جملة من الدارسين، وتستوعبهم، وتزيل بعض الهموم عنهم، وتساعدهم في تجاوز بعض مشكلاتهم، ويقف خلف ذلك كله دور الملحقية الثقافية، التي على الرغم من انشغالها بالشق الإداري والفني في ما يختص بشؤون المبتعثين، علاوة على غير ذلك من الفعاليات الثقافية المناطة بها، لا تغفل الجانب الإنساني في حياة الطالب، وفق الإمكانات المتاحة لها. وعلى رغم ما مر ببعض الطلبة في الأردن في الآونة الأخيرة من ظروف متقلبة، من مشاكل أمنية، مست بشكل مباشر أو غير مباشر الطلبة السعوديين الدارسين هناك، وغيرهم من الزائرين، إلا أن الجهود التي بذلتها الملحقية الثقافية السعودية بعمان في متابعة الدارسين، كان لها الدور الكبير والمشرف في طمأنة الطلاب، وتجاوز هذا الهاجس الأمني الذي أقلق البعض منهم، وتكاملت جهود الملحقية مع ما بذلته سفارة خادم الحرمين الشريفين في العاصمة الأردنية. وهنا، كان لا بد من وقفة حق تجاه الملحقية، وعلى رأسها الملحق الثقافي الدكتور محمد بن مفرح بن شبلي القحطاني، والذي كان بمثابة الأب الحاني على أبنائه، وكذلك كافة المسؤولين، والذين تجشموا هذه المسؤولية، وكانوا خير من يمثل بلادهم، لا سيما في وقت الأزمات.