الكتابة نتاج معرفة وقراءات، لا يهم المجال بقدر ما يهم البعد عن التقليد والتفرد بأسلوب خاص بك بعد الإبحار بمختلف المجالات، البعض يمارس سياسة الإقصاء ولا يعلم أنه بذلك لا يؤثر على نفسه فقط بل على آخرين قد يحبون ذلك المجال ويجدون فيه فائدتهم، سياسة الإقصاء لن نجني منها سوى خراب بيوت العلم وتذبذب التوجه، فمهما عارضنا توجه الكاتب لنبتعد عن التهميش ولنأخذ الجيد. الكتابة حالة مزاجية جنونية تأملية.. بين أرض وسماء، وربما من بين قضبان! أيا كانت مجتمعية أو نفسية، فلا تحكموا على الكاتب بمقال مضى، قد يكون بين تلك القضبان! الكتابة هي حالة مزاجية وليست وظيفة أو روتينا، قد يكون للموهبة دور فيها ولكن بعد أن نصقلها بالقراءة التي هي أساس كل إبداع، وعندما نأخذ - نقرأ - من كل بستان - مجال - وردة سنكون فلسفتنا في الكتابة، مع الاهتمام طبعا بالأساسيات وهي علوم الدين واللغة. البعض يؤمن بالتخصص، ذلك جيد فنحن نفتقد للمتخصصين في بعض المجالات ولكن الكتابة هي المجال الوحيد الذي يجب البعد فيه عن التخصص، عندما نتخصص في شيء ولو محبة، فلن يفهم مخرجاتنا وقتها سوى النخبة، وحدها مشاريع الكتابة كانت للجميع فلا تفسدوها تعمقا، فالتخصص في الكتابة سيضعفنا يوما ما، أبداً لم تكن الكتابة واجبا بقدر ما هي متنفس وحالة مزاجية تخطفنا من أوقات اللهو للخيال، حيث الجمال بعيدا عن واقع! الكتابة هي حالة إدراك لما حولنا، لأشياء لم ينتبه لها أحد قبلنا، نراها جلية باهرة، نستنتج منها المستقبل، أهي تنجيم؟ ربما وصف تأمل أجمل، وتبقى بلا قيود، فأطلقوا لجامكم، واستعينوا بالله غزواً للقلوب.