بديعة عبدالله الحبابي "نلبس الأقنعة لتكون أراؤنا أكثر وضوحا، أم لتكون أكثر فتكا وقتلا؟!".. منذ عصور مضت اختار البعض من الأدباء والكتاب الاسم المستعار، واختلفت الأسباب ما بين مراعاة لأعراف اجتماعية أو سياسية أو دينية، أو كنوع من الشهرة يتخذ صاحبها لنفسه لقبا يشتهر به ولا يخفي شخصيته الأصلية، مثل همام بن غالب، الذي عرف واشتهر "بالفرزدق"، وفي العصر الحديث هناك عدد من الأسماء المستعارة لدى مشاهير الأدب والفن والسياسة مثل "بنت الشاطئ".. وهو اسم عرفت به الكاتبة العربية الإسلامية عائشة عبدالرحمن "يرحمها الله". وفي عالم الإنترنت شبكة كبيرة من الأسماء المستعارة مختلفة الأهداف والتوجهات. وتتجلى هذه التوجهات بأبشع صورها في عالم "تويتر"، إذ يتخفى خلف الأسماء المستعارة خفافيش الظلام، يستغلون أسماءهم المستعارة للتخفي وبث سمومهم وأفكارهم باللعب على عدة أوتار لتحريك الشباب واستغلاله، منها وتر البطالة، والسجناء، والسكن، وصولا إلى وتر اليوم الوطني، لبسوا لباس الدين تارة فأنكروه، ولباس العاطلين فنادوا بتجاهله والقدح فيه، ولباس أسر السجناء والمطالبة بالتظاهر! جميع حناجرهم وإن تعددت تنادي ببوق واحد لزعزعة أمن الوطن وبث سموم الفرقة وزرع فتيل الفتنة. يقبعون في كهوف الكره والحقد على هذا البلد وأهله، يرسمون مخططاتهم، ويريدون أن يلعبوا بشباب هذا الوطن ومقدراته، يعيشون وفق تفسير علم النفس حالة خوف وحب انتقام، فلا يقدرون على المواجهة. أقوياء خلف أقنعتهم، ضعفاء عند الحوار، مهزوزو الحجة عند النقاش. أصبحوا مكشوفين من حيث لا يعلمون، كشف وعي الشباب أهداف هؤلاء، بل إن وجود بعض الشباب خارج الوطن أوضح توجهاتهم فازدادوا حبا للوطن في يوم الوطن، وتجاهلوا أبواقهم وأثبتوا حبهم لوطنهم ولم يستجيبوا لسمومهم، فسقطت خفافيش الظلام تحت أقدامهم. نعم نحب وطننا وننتقده وننادي بالإصلاح، لذلك أكتب يا ابن وطني وأنتقد، فالحب لا يتنافى مع النقد، لكنه يتنافى مع الإرهاب والفوضى والقتل. ليكن قلمك حرا أبيا واضحا صادحا بالحق، واحذر أن تكون خفاشا ذليلا حاقدا، فتلك صفات الخائنين للوطن.