"سئمنا من إعادة طرح معاناتنا مرة تلو أخرى ولم يعد لدينا أي أمل في تعديل الوضع" بهذه العبارة بث عدد من سكان الإسكان الخيري بمركز جرب-60 كم شرق محافظة العقيق- همومهم ومعاناتهم ل "الوطن". وأشارو إلى أن فرحتهم بتوزيع الوحدات عام 1426 لم تكتمل؛ حيث ظهرت التصدعات والتشققات بعد عام على 25 وحدة، مبدين تخوفهم من هبوط مساكنهم خصوصاً مع نزول الأمطار كونها بلا أساسات سليمة وأقيمت على أرض رخوة، مبينين أنه أصبح مألوفاً رؤية التصدعات والشقوق، إضافة الي مجرى السيل الذي يمر من منتصف الإسكان. ويقول جبار بن سعد الغامدي -ستيني- " استبشرنا خيراً عند إستلام الوحدات لكن الفرحة لم تلبث أن تلاشت لظهور عيوب في التصميم والتنفيذ؛ حيث التشققات والتصدعات في جدران وأسقف المباني وهبوط أرضية عدد من أفنية الوحدات. وأضاف أنهم لا يجدون أي مساعدات من الجمعية الحيرية، إضافة الي اقتصار متعهد المياه على 7 صهاريج أسبوعياً للاسكان، موضحا أن الجامع بلا إمام منذ سنوات ومهمل دون صيانة دورية، لافتا إلى أنهم قاموا برفع عدة شكاوى لعدد من الجهات ذات العلاقة، مؤكدا أن الأهالي ينتظرون تنفيذ هذه الوعود التي ملوا تكرارها في كل مطالبة. أما ناهض منصور الغامدي، فيؤكد أن مياه الشرب قد اختلطت بمياه المجاري وكل خمس وحدات تشترك في خزان مياه واحد وخزان صرف، وأشار الي تشبع أسقف المنازل بالمياه قائلاً "أصبحت تتساقط فوق رؤوسنا حيث أصبح مألوفاً رؤية التصدعات والشقوق". ويضيف أن الدفاع المدني ساهم في إنقاذهم من سيول دهمتهم قبل عام؛ حيث وضع عقماً ترابياً مؤقتاً لتعديل مساره مؤكداً أن ذلك يشكل خطراً وقنبلة موقوته تؤرق الساكنين عند بدء سقوط الأمطار وجريان السيول في الأدوية المجاورة. ويقول مسفر منير الغامدي أن الغبار يغطى مساكنهم لقلة سفلتة الشوارع والممرات بين الوحدات السكنية والاسكان لا يوجد بها إنارة وجدران أفنية الوحدات قصيرة لا تتجاوز المتر مع عدم وجود بوابات حديدية في المدخل الرئيسي، وسوء تصميم المساكن. ويؤكد الغامدي معاناتهم من ضيق الغرف؛ وأنهم أستلموا الوحدات بدون تأثيت وعلى الأرضيات فقط. فيما يقول المواطن غرم مشعل الغامدي إن الأمطار التي هطلت العام الماضي كشفت عيوباً كثيرة في المباني حتى أن السيل داهم العديد من المنازل وأتلف محتوياتها. وأشار الى أن الإسكان ينقصه الكثير من الخدمات، كمجاري الصرف الصحي وحديقة وملاهي للأطفال، ويوضح أن طفح المجاري لا يتم مسحه إلا بالشهر ما تسبب في انتشار البعوض وغيره من الحشرات في المستنقعات والبرك المائية داخل أحواش الوحدات، موضحا الحاجة لتعبيد الشوارع المتهالكة ورصفها وإنارتها، إضافة الي أن موقع الإسكان شبه معزول اجتماعيا وخدمياً حيث يبعد عن المدارس أكثر من 15 كم وبلا محلات بيع مواد غذائية. بدوره، أوضح محافظ العقيق غلاب بن غالب أبو خشيم ل "الوطن" أنه زار الإسكان والتقى الأهالي وتم رصد كافة الاحتياجات. وأضاف أنه تم رفع تقرير متكامل عن الإسكان لأمارة منطقة الباحة مزود بالصور الفوتوغرافية حيث يولى أمير المنطقة ووكيله هذا الموضوع اهتمامهم ومتابعتهم المستمرة, مرجعاً تردي الوضع الحالي للإسكان لعدم وجود مرجعية له خلال الفترة السابقة، مضيفاً أن العمل جار لإيجاد حلول سريعة ومؤقتة؛ حيث تمت مخاطبة الجهات ذات العلاقة للمساهمة في تلك الحلول كالبلدية والضمان الاجتماعي والجمعية الحيرية وفرع الشؤون الاجتماعية إضافة الي وجود مشروع ترميم خلال ال 6 أشهر القادمة، مؤكداً أنه يجرى العمل حالياً لتسليم اللإسكان للشؤون الاجتماعية التي هي في الأصل مشرفة على الإسكانات الخيرية. فيما أكد الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بمديرية الباحة المقدم جمعان بن دايس الغامدي أنه تم توجيه وكيل إمارة منطقة الباحة بتشكيل لجنة مكونة من كل من بلدية محافظة العقيق والدفاع المدني ومركز جرب وشرطة محافظة العقيق للوقوف على موقع الإسكان والرفع بالملاحظات. وأشار الي أن اللجنة وقفت على الموقع لمعاينة المنازل وتوثيق الملاحظات بالصور الفوتوغرافية إضافة إلى الملاحظات الموجودة على أسوار ومداخل الوحدات السكنية والوقوف على مجرى السيل الذي يخترق موقع الإسكان من الجهة الشرقية مما يشكل خطورة كبيرة على الأهالي. وبين المقدم الغامدي أن اللجنة رأت حاجة المنازل للصيانة والترميم بصفة عاجلة عن طريق مكتب هندسي متخصص مع ضرورة قيام إدارة الطرق بالمنطقة بإنشاء قناة لتصريف السيول القادمة من الجبال مع وضع مصدات لمياة السيول من الجهة الشرقية للإسكان, مضيفاً أنه تم الرفع لمقام أمارة المنطقة للتوجيه حيال ذلك ومازالت هناك متابعة مستمرة من قبل الجهات ذات العلاقة حفاظا على الأرواح والممتلكات. وبدوره، أكد رئيس بلدية العقيق المهندس عوض بن ملفى القحطاني أنه تم الوقوف على الاسكان الخيري أكثر من ثلاثة مرات بداية من عام 1429 وحتى هذا العام مع لجان مشكلة من الدفاع المدني والمحافظة والامارة، ويوجد تقارير موثقة تؤكد أن الإسكان في موقع عزلة عن المجتمع والخدمات، إضافة الي أنه وضع في مجرى سيل إضافة الي عدم سلامة المباني الي غير ذلك من الملاظات على الخزانات والصرف الصحى وعدم وجود أسوار مرتفعة. وأضاف القحطاني أنه في حالة تعديل وضع الاسكان من قبل الجهات المعنية بذلك ووضع قناة لتصريف مياه السيل من الجهة الشرقية وحتى طريق الرياض العام، فأن البلدية ستعمل على تنفيذ الخدمات المناطة بها, واعداً السكن بعمل حديقة وزيادة سيارات النظافة والحاويات وسفلتة مواقف الجامع كمرحلة أولى ثم بقية الشوارع بالاسكان كمرحلة ثانية. وأوضح مدير عام المياه بالمنطقة المهندس محمد بن منصور آل عضيد أن المديرية تقدم للاسكان 30 ردا شهرياً من السقيا المجانية بوقع 7 أسبوعياً لكل وحدة.