استعرضت مجموعة "قطيف الغد" خلال لقائها وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري صباح أمس، الأسباب التي تؤكد حاجة محافظة القطيف إلى جامعة لطلابها وطالباتها. وجاءت تلك الأسباب ضمن دراسة مفصلة أعدها أعضاء المجموعة مؤيد القريش وبلقيس السادة ومالك السعيد. وأوضح مؤيد القريش في تصريح إلى "الوطن" أمس، أن زيارة المجموعة انطلقت من إيمانها بحاجة المحافظة لجامعة تستوعب طلابها الذين يشكلون معدلا ضخما يفوق الحجم الطلابي في كل من مدينة الدمام والخبر والجبيل أو حفر الباطن، مشيرا إلى أن الدراسة التي استغرق إعدادها 6 أشهر أكدت استحقاق محافظة القطيف لجامعة وذلك بناء على عدة معايير تتوافق وهذا الاستحقاق. وأضاف القريش أن هذه الدراسة كشفت بالحقائق والأرقام حاجة المحافظة لأبعد من جامعة وهذا يتمثل ببناء مدينة جامعية متكاملة تتناسب والحجم السكاني للمحافظة التي تصنف جغرافيا رابع أكبر تعداد سكاني في المنطقة من فئة ألف حيث تأتي في الدرجة الرابعة بعد محافظة جدة والطائف والأحساء. وتابع القريش القول: إن انعدام التعليم الأهلي الجامعي في محافظة القطيف زاد من معاناة الطلاب والطالبات الراغبين في استكمال دراستهم الجامعية وهو ما حملهم عناء السفر والغربة بعيدا عن ديارهم لأجل الانضمام لجامعة داخل أو خارج المملكة رغبة في الحصول على درجة تعليمية مرموقة تؤهلهم للحصول على وظيفة في سوق العمل. وأشار إلى أن الدارسة كشفت أن الجامعات المجاورة للمحافظة تعاني من عجز في المقاعد الطلابية يصل إلى 40 ألف مقعد وهو ما يصعب قبول طلاب المحافظة الذين يتميزون بتحقيق معدلات عالية في مراحل التعليم العام، مفيدا بأن موقع محافظة القطيف يعد جغرافيا متميزا كون الموقع يتوسط الساحل الشرقي، كما أن الجهة الغربية من المحافظة تحوي 50 مليون متر مربع غير مستقلة وهي المكان الأنسب لإنشاء مدينة جامعية بالمحافظة. واعتبر القريش تجاوب وزير التعليم العالي مع مطالب المجموعة خلال استعراضهم للدراسة بادرة خير ومؤشرا يدعو للتفاؤل، وقال إن الدكتور العنقري أشاد بالدراسة بشكل عام ومنهجها بشكل خاص والذي اعتمد على الأسلوب الأكاديمي المدعم بالحقائق والأرقام واعدا المجموعة التي استقبلها مدة ساعة ونصف الساعة بالاهتمام بمطلبهم والسعي لتحقيقه. يذكر أن الدراسة تضم فصولا منوعة عن معايير إنشاء الجامعات بالمملكة واستيفاء محافظة القطيف لهذه المعايير وحجم المجتمع الطلابي في التعليم العالي وانخفاض الطاقة الاستيعابية في الجامعات المجاورة ويقابله بطبيعة الحال تنقل طلاب وطالبات المحافظة بين الجامعات خارج مدينتهم وتحملهم ارتفاع أسعار السكن والمعيشة والمواصلات، كما تضمنت الدراسة أرقاما وإحصاءات حول ارتفاع معدلات النمو الطلابي مما يؤكد الحاجة المستقبلية لإنشاء جامعة بالمحافظة. وتبين الدراسة أن ما يعادل 21 % من الطلاب المغتربين عن القطيف للدراسة يتحملون تكلفة سكن تزيد عن 8 آلاف ريال في الفصل الدراسي الواحد، وأن 38 % من الطلاب يتحملون تكلفة تزيد عن 500 ريال للرحلة من القطيف إلى المدن التي تقع فيها جامعاتهم وكنتيجة طبيعية للمسافات الطويلة التي يقطعها الطلاب وصلت نسبة من تعرضوا لحوادث أثناء ذهابهم للجامعة إلى أكثر من 62 % من الطلاب والطالبات. وأوصت الدراسة ببناء مدينة جامعية يؤخذ بعين الاعتبار عند إنشائها عدة معايير أهمها الحجم الطلابي في التعليم العام، والموقع القابل للتوسع المستقبلي، وسهولة الوصول، وتزويدها بمستشفى جامعي وغيرها من الخدمات الشاملة والمتكاملة.