"نحو العالمية".. شعار أطلقه مزارعو الرمان في منطقة الباحة على مهرجانهم السنوي الثاني، الذي ينطلق غداً في محافظة القرى، برعاية أمير المنطقة مشاري بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود، وبتنظيم من الإدارة العامة لشؤون الزراعة بالباحة التي استكملت الاستعدادات والتجهيزات منذ أيام، بحسب ما أوضح مدير عام الزراعة بالمنطقة المهندس سعيد بن جارالله الغامدي. ولفت إلى أن المهرجان ستقام على هامشه ندوات وورش وحلقات لتطوير زراعة الرمان وتشجيع المزارعين الذين عقد معهم اجتماعا في مركز بيدة نوقشت خلاله مسألة إنشاء جمعية تعاونية زراعية تختص بالرمان ومقرها مركز بيدة. وجرى خلال اللقاء الاطلاع على احتياجاتهم الأولية، إضافة إلى الاستماع إلى آرائهم وأفكارهم وملاحظاتهم حول المهرجان والاستفادة منها والنهوض بتسويق الرمان كمنتج زراعي بالمنطقة. ربح وفير يسعى المزارعون إلى زيادة زراعة أشجار الرمان في كل محافظات المنطقة خصوصاً بعدما وجدوا أنها لا تتطلب جهداً جسدياً ومادياً وأمراضها قليلة مقارنة بالأشجار الأخرى، ولمنتجاتها ربحاً وفيراً، إذ يتوقع أن تبلغ نسبة الإنتاج هذا العام 28 ألف طن من 54 ألفا و200 شجرة في 332 مزرعة تتركز في مركز بيدة وقرى مراوة ووادي تربة والصدر، ويقوم عليه 126 مزارعاً، فيما قد تتجاوز قيمة المبيعات أكثر من مليوني ريال خلال شهر تقريباً. وتتراوح أسعار الرمان في المنطقة بين 50 ريالاً و250 للكرتون المتوسط الحجم، وتصل إلى 600 ريال وقت ذروة الإنتاج وزيادة الطلب. ثمرة متنوعة وتنقسم أشجار الرمان إلى قسمين: الأول يزرع لثمار الفاكهة والثاني يزرع للزينة والأزهار، فيما تتعدد أنواع الثمرة فمنها الحلو ومنها الحامض ومنها المر. وجميعها ذات فوائد طبية وغذائية متنوعة. ويتميز رمان وادي بيدة، بمذاقه الطيب، وحجمه الكبير نتيجة نوعية الأرض وخصوبتها، ما ساهم بشكل كبير في ازدهار هذه الفاكهة الصيفية بالوادي وسراة الباحة كافة. ويوضح الغامدي أن عدد مزارع بيدة وحدها يبلغ 204 فيها 23 ألف شجرة موزعة على 13 قرية هي: "آل دغمان" و"اللغاميس" و"الزربة" و"الجدلان" و"الحبياء" و"الحازم الأعلى" و"الحازم الأسفل" و"ال زياد العقارية" و"أهل لأرس" و"الرقبان" و"الغتامية" و"الحضيري"، إضافة إلى 3 قرى في معشوقة هي: "الشراء" و"نبهان" و"فاجة". أما المزارع في بني عدوان وسبيحة فتبلغ 18 مزرعة فيها 5 آلاف شجرة، وفي منحل 11 مزرعة عدد أشجارها 3800 شجرة. أما في محافظة القرى فتوجد 233 مزرعة يقوم عليها 111 مزارعا. وفي محافظة المندق 15 مزرعة و13 في تربة و99 في قرية مرارة. ومجموع أشجار الرمان بمحافظة المندق 22400 شجرة.
دعم ورعاية ويؤكد وكيل إمارة الباحة الدكتور حامد بن مالح الشمري أن المهرجان في عامه الأول حظي برعاية أمير المنطقة ودعمه مما أعطاه دفعا وبداية قوية ووضع على الجميع مسؤولية الارتقاء بالمهرجان هذ العام والعمل على تطويره، مشيراً إلى أن أمير المنطقة وجه بضرورة إظهار المهرجان بالشكل اللائق. وأكد الشمري أن الهدف من المهرجان هو الترويج للمنطقة زراعياً وتسويق محصول الرمان والمنتجات الزراعية الأخرى والحرف اليدوية التي تدخل تحت مظلة المنتجات الزراعية، موضحاً أنه تم التأكيد على المنظمين بإدخال تغييرات في الشكل والمضمون وطريقة العرض إضافة إلى الفعاليات التي لا بد من أن تصاحب المهرجان، من فعاليات ترفهية وعروض مسرحية وبرامج هادفة وإرشاد ومحاضرات وندوات ولقاءات للمزارعين، وتوزيع جوائز والعمل على تجهيز الموقع وتزيينه وتوفير النظافة له.
مطالب المزارعين ويتزامن المهرجان مع تجدد مطالب المزارعين بإنشاء مركز أبحاث للزراعة بالمنطقة بالتعاون مع جامعة الباحة والاستفادة من إمكاناتها، وإيجاد مقر دائم لسوق الرمان بالمنطقة. وقال المزارع عبدالله الزهراني إنه يأمل من مديرية الزراعة بالباحة "إنشاء جمعية متخصصة لمزارعي الرمان، تتولى مناقشة كل الأبحاث التي تعنى بزراعة الرمان وعقد ورش عمل للمزارعين". ويتطلع المزارع محمد الغامدي إلى إنشاء سوق ومكان مخصص بالمنطقة للرمان على غرار سوق الخضار وسوق التمور اللذين أنشأتهما الأمانة، فالرمان شأنه شأن غيره من المنتجات الزراعية بالمنطقة. ويتطلع المزارع صالح بن أحمد الزهراني إلى تثقيف المزارعين عبر ورش عمل مستمرة وصرف كل الأدوية والمبيدات وغيرها لمكافحة الأمراض التي تتعرض لها مزارع الرمان.
"الزراعة" و"الجامعة" وفي هذا السياق، بحث مدير عام الزراعة بمنطقة الباحة المهندس سعيد جار الله الغامدي مع وكيل جامعة الباحة للشؤون الأكاديمية الدكتور محمد بن ناصر الدوسري، إمكانية التعاون المثمر بين الجامعة ومديرية الزراعة، خصوصاً أن الجامعة تضم كوادر من الكفاءات في مجال الزراعة والبيئة وعلم النبات وعلم الحيوان. وخلصت المشاورات بين مزارعي الباحة إلى إنشاء جمعية تعاونية تختص بالرمان في منطقة الباحة تحت مسمى "جمعية الرمان" يكون مقرها في مركز بيدة بمحافظة القرى وهي الأولى من نوعها. واتفقوا على مناقشة خطوات ومراحل تأسيس الجمعيات التعاونية لصغار المنتجين بإشراف من فرع الزراعة بالمنطقة، على إعداد بيان بأسماء المساهمين في التأسيس وعددهم 24 مساهماً. كما تم تفويض عدد من الحاضرين للمشاركة في مجلس الإدارة الموقت وعددهم 8 هم: سعيد سعد بخروش الغامدي، وفيصل محمد محسن الغامدي، وعلي عبدالوهاب بخيت الصعيري، ومصلح علي محمد الغامدي، وعيد محمد خيران الزهراني، وعواض راجح خرمان الزهراني، وعيد سعد بخروش الغامدي، وعلي أحمد سعيد الزهراني. وأوضح مدير العلاقات العامة في الزراعية بالمنطقة سعيد علي شويلة، أن المجتمعين وافقوا على استكمال مراحل التأسيس من قبل جهات الاختصاص، وأن يُحدد اجتماع موسع بعد ذلك يرتب له بين أعضاء مجلس الإدارة لبحث ما تم اتخاذه من إجراءات التأسيس، مؤكداً دعم وزارة الزراعة بكافة الإمكانيات المتاحة لمختلف الجمعيات الزراعية بالمنطقة.