د. عبدالله أحمد المغلوث تأتي الملحمة التاريخية التي قادها مؤسس هذه البلاد المباركة كأحد أبرز الإنجازات التاريخية التي شهدها العصر الحديث. هذه الملحمة التاريخية التي كتب لها النجاح منذ الوهلة الأولى كانت ترتكز على وضوح الرؤية، وصدق النية، وقوة العزيمة، فاستطاع المؤسس -يرحمه الله- ومعه رجال حملوا أرواحهم على أسنة سيوفهم إيماناً برؤيته للإنجاز، تحقيق أكبر مشروع توحيدي حديث على أرض الجزيرة العربية. ولعلي أعرج باختصار على أبرز ملامح الإنجاز التي قام بها المؤسس - رحمه الله- وهي بناء هذه الوحدة السياسية والحفاظ عليها، وقد سعى إلى تطويرها وإصلاحها في المجالات كافة. حتى استطاع بفضل الله عز وجل؛ أن يضع الأساس لنظام إسلامي شديد الثبات والاستقرار مع التركيز على المسؤوليات وتحديد الصلاحيات فتكونت الوزارات وظهرت المؤسسات وقامت الإدارات لمواجهة التطور، وأدخلت المخترعات الحديثة لأول مرة في شبه الجزيرة العربية، فحلت تدريجيا محل الوسائل التقليدية، وأقام - رحمه الله - القضاء على أساس من تحكيم الشريعة الإسلامية في كل الأمور، فأنشأ المحاكم على اختلاف أنواعها ودرجاتها، وأصدر الأنظمة التي تدعم هذه المحاكم وتبين وظائفها، وتحدد اختصاصاتها وسلطاتها، كما حقق الملك عبدالعزيز إنجازات كبيرة في مجال إقرار الأمن والمحافظة على النظام في الدولة لتوفير الراحة والاطمئنان للمواطنين والوافدين، فضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بالأمن أو الإخلال بالنظام حتى أصبحت هذه البلاد مضرب الأمثال في جميع الأوساط الدولية على استتاب الأمن والاستقرار. في مسيرة البناء والتنمية وعلى مدى خطط التنمية الخمسية، حققت السعودية قفزات تنموية سريعة ونهضة حضارية شاملة، نقلتها من مرحلة الاقتصاد البدائي والبسيط (قبل اكتشاف النفط) إلى مرحلة البناء والإنماء السريع والتي تم خلالها تنفيذ العديد من مشاريع البنية التحتية والفوقية، والتي اشتملت على شبكة طرق وموانئ ومطارات ومرافق عامة وخدمات أخرى متطورة، ساعدت المملكة على بناء قاعدة اقتصادية قوية، أسهمت بفعالية في تنويع مصادر الدخل القومي، وتخفيف الاعتماد على النفط بقدر الإمكان كمصدر رئيس للإيرادات العامة للدولة.