من فضل الله على وطننا الشامخ المملكة العربية السعودية، أن مناسبة مثل مناسبة اليوم الوطني لا تمر في أي عام، إلا وهي محملة بالإنجازات والتطور السريع في جميع المجالات، ولذلك لم تعد في ذهن المواطن أو المسؤول مجرد ذكرى تأسيس كيان بني على قواعد متينة من تعاليم الإسلام السمحة، بل أصبح الاحتفال كل عام، هو احتفال بإنجازات حضارية يلمسها الجميع. ولعلي هنا أشير إلى أن ذكرى هذا اليوم المجيد تمر علينا في جامعة نجران هذا العام، ونحن نحقق ولله الحمد الكثير من الإنجازات على جميع المستويات العلمية والتجهيزات والمباني، فمن القفزات الكبيرة في مجال اكتمال فتح 14 كلية تشمل جميع التخصصات التي يحتاجها سوق العمل، إلى وضع أول الخطوات العملية في الانتقال إلى المدينة الجامعية الجديدة ، حيث نحتفل حاليا بانتقال أربع كليات هي المجتمع والتربية والعلوم والآداب والسنة التحضيرية وعمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر، وهي ولاشك خطوة هامة لم تأت إلا بفضل الله أولا ثم الدعم اللامحدود من قبل القيادة الرشيدة، التي تولي التعليم العالي عموما وجامعة نجران خصوصا اهتماما كبيرا. ولا شك أن هذه المناسبة الغالية علينا جميعا، جاءت هذا العام في ظل نجاحات كبيرة تحققها المملكة عاما بعد عام، في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والعلمية، بفضل الله ثم بفضل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين، الذي يسير بوطننا الغالي إلى التقدم المتسارع والأمن والأمان ورغد العيش ولله الحمد في ظل اضطرابات وصراعات كثيرة تحيط بالعالمين العربي والإسلامي والعالم أجمع. وبهذه المناسبة الغالية يطيب لي، باسمي ونيابة عن جميع منسوبي جامعة نجران أن أتقدم بأسمى وأجمل التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، وأبناء الشعب السعودي النبيل كافة، في ذكرى هذا اليوم من تاريخ وطننا الغالي، هذه الذكرى العزيزة التي تتكرر كل عام بالمزيد من الرخاء والأمن والتطور والخير للوطن والمواطنين. ففي اليوم الأول من الميزان من كل عام تطل علينا ذكرى ملحمة الكفاح والتنمية التي قادها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – تلك الرحلة التي استمرت لأكثر من ثلاثين عاما لتتوج بإعلان قيام المملكة العربية السعودية الدولة التي تستظل براية التوحيد الخفاقة، وتستمد نهجها في كل شؤونها من نبع الشريعة السمحاء من كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأن ما يشهده العالم اليوم من صراعات وعدم استقرار في شؤونه الداخلية، وما أبداه هذا الشعب من تلاحم مع قيادته الحكيمة ليؤكد للجميع أن أبناء هذا الوطن قادة وشعبا يد واحدة في وجه أي متربص بأمن واستقرار المملكة، وهو ما أذهل جميع المراقبين من السياسيين ووسائل الإعلام العالمية. وها نحن منسوبي التعليم العالي، ونحن نحتفل بالذكرى الغالية لنستعرض أبرز ما تحقق لنا في هذا العصر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله والذي قفزت في عهده الميمون أعداد الجامعات الحكومية وفي فترة وجيزة وبطريقة فريدة وغير مسبوقة من 8 جامعات إلى 24 جامعة، إضافة إلى عشرات الكليات والجامعات الأهلية وهو الأمر الذي سيتحقق معه بإذن الله التوازن المنشود في التنمية ويحفز في الوقت ذاته روح الإبداع والتميز والمنافسة والمبادرة والبحث العلمي لمؤسساتنا العلمية للمساهمة في التنمية الشاملة لوطننا الغالي. سائلين المولى عز وجل أن يديم على وطننا نعمة الإيمان والأمن والرخاء في ظل قيادتنا الرشيدة.