كشفت الولاياتالمتحدة أن النظام السوري بدأ منذ فترة في تحريك مخزونه من الأسلحة الكيماوية عدة مرات، وشرع في تخزينه في أماكن أخرى. وقال نائب رئيس الاستخبارات الأميركية مايكل موريل في تصريحات للصحفيين أمس: "إن بلاده التي تراقب عن كثب هذه الخطوة منذ بداية تنفيذها، تدرس الأمر بجدية تحسباً للخطوة المقبلة". وأضاف أن النظام السوري سرَّع خلال اليومين الماضيين من عملية نقل الأسلحة الكيماوية، مشيراً إلى أن أنشطة النقل تشمل مواقع أبعد من تلك التي لاحظتها الولاياتالمتحدة خلال الأسبوعين الماضيين. وقال موريل: إنه لا يستطيع القطع بعد، ما إذا كان الهدف من تحريك المخزون الكيماوي هو إعداده لوضعه تحت سلطة الأممالمتحدة أو محاولة إخفائه. واستدرك: إن روسيا قدمت تعهداً بأن الأسلحة السورية مؤمّنة تماماً، إلا أن البنتاجون استمر رغم ذلك في استخدام صور الأقمار الصناعية، وتعقب الاتصالات، والاعتماد على مصادره الموجودة على الأرض داخل سورية، للتوصل لتقييماته الخاصة. واسترسل المسؤول الأميركي بالقول: إن دمشق تكون قد ارتكبت خطأ جسيماً إذا كان الهدف من تلك التحركات هو تهريب الأسلحة إلى أي من دول الجوار، موضحاً أن الولاياتالمتحدة وأجهزة استخباراتها تعرف جيداً كيفية التحقق من هذه المعلومات، وستقوم بكشف نتائج تحقيقاتها قريباً. وكانت "الوطن" انفردت خلال الفترة الماضية، على مدى حلقات متتالية، بكشف عمليات التهريب التي قام بها نظام الأسد لتخزين أسلحته في العراق، تحت إشراف لواء فيلق القدس الإيراني، كما تم تهريب بعض الترسانة إلى حزب الله اللبناني، عبر "ناقلات الخضار" تارة، وعبر أنفاق على الحدود اللبنانية تارة أخرى، أو عبر سفن روسية رابضة في قاعدة طرطوس البحرية. وفي السياق، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أمس في لاهاي، أن النظام السوري سلم لائحة كاملة بترسانته الكيميائية ضمن مهلة الأسبوع، التي حددها الاتفاق الأميركي الروسي حول تفكيك هذه الترسانة، التي يملكها نظام الأسد. وقالت المنظمة "إنها تسلمت القوائم المرتقبة من الحكومة السورية بخصوص برنامجها للأسلحة الكيميائية". وكانت المنظمة بدأت أمس دراسة لائحة أولى عن هذه الأسلحة غداة تسلمها من دمشق، وتتزامن دراسة هذه اللائحة مع مشاورات دبلوماسية مكثفة، تهدف لاعتماد مشروع قرار في مجلس الأمن حول نزع الأسلحة الكيميائية السورية. وفي موسكو، أعلن مدير الإدارة الرئاسية الروسية أمس: أن روسيا قد تغير موقفها حيال سورية إذا ما تبين لها أن الرئيس الأسد "يخادع". وقال سيرجي إيفانوف خلال مؤتمر في ستوكهولم نظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: "ما أقوله في الوقت الراهن هو أمر نظري وافتراضي، لكن إذا تيقنا يوماً من أن الأسد يخادع، فقد نغير موقفنا". واعتبر المسؤول الروسي أن مكان الأسلحة الكيميائية سيكون معروفاً من الآن وحتى أسبوع، مشدداً في الوقت نفسه على أن الجيش النظامي السوري لا يسيطر على كامل أراضي البلاد. وقال: "ينبغي أن نعرف أن (الأسد) لا يسيطر على كل الأراضي (السورية)، لا نعرف بعد أين يوجد كل احتياط الأسلحة الكيميائية جغرافياً، أعتقد أن ذلك سيتضح بحلول أسبوع".