"الأفكار الاضطهادية ضد الغير".. هي الكلمة الأخيرة والرسمية حتى الآن التي تشخص حالة قاتل زوجته وأطفاله الأربعة في شرورة في انتظار إسدال الستار عن "لغز" الجريمة، بعد أن تصل التحاليل المخبرية لشرطة منطقة نجران. وأكد الناطق الإعلامي لشرطة منطقة نجران النقيب عبدالله العشوي، عبر بيان حصلت "الوطن" على نسخة منه أمس، أن الجاني مريض نفسي لديه ملف في عيادة الصحة النفسية بمستشفى شرورة العام، وبالعودة إلي ملفه أوضح الطبيب المعالج أن القاتل يعاني عددا من الاعتلالات النفسية أهمها أفكار اضطهادية من الغير قد تكون هي الدافع الأكبر لارتكاب مثل هذه الجريمة، ولكن مرضه النفسي ليس مبررا كافياً لارتكاب مثل هذا الجرم بحق عائلته وأطفاله الأبرياء، كذلك أجريت له التحاليل المخبرية اللازمة وما زلنا في انتظارالنتائج مع العلم بأنه سيحال للقضاء عند اكتمال التحقيقات للنظر في أمره وتطبيق العقوبة المناسبة للجرم الذي ارتكبه. وشدد على أن ما تم تداوله في الفترة الماضية عن الحادث من أحاديث وروايات مختلفة لا تتعدى كونها آراء شخصية، وكل شخص يروي ويبرر قضية القتل على هواه. من جهتها، ذهبت أسرة القاتل في اتجاه آخر، حيث أكد أخو القاتل "قحطان" ل"الوطن" أنهم حاولوا إدخال راق لعلاج أخيه من مس يعتقدون أنه أصابه إلا أن طلبهم قوبل بالرفض من سجن نجران العام. وأضاف أنهم توجهوا إلى سجن نجران العام، حيث شقيقهم رغبة منهم في زيارته ومشاهدته لأول مرة إلا أن مسؤولي السجن قابلوا طلب الزيارة بالرفض رغم محاولاتهم الحثيثة. وتعود تفاصيل الجريمة التي نشرتها "الوطن" أولا بأول إلى 27 أغسطس، عندما استيقظ الجاني ويدعى (صالح) ويبلغ 33 عاما صباح يوم الجريمة بينما زوجته وأبناؤه الثلاثة نائمون، ليأخذ سكينا ويذبحهم الواحد تلو الآخر، وذلك قبل صلاة الظهر. وبدأ الجاني تنفيذ جريمته بالزوجة البالغة من العمر 25 عاما فنحرها، ثم سحبها إلى مطبخ المنزل وغطى جثتها بشرشف، ووضع على جبهتها مصحفاً صغيرا. ولم تتسلل الرحمة إلى قلب الأب عندما أيقظ أطفاله الواحد تلو الآخر لذبحه بالسكين، فكان الدور بعد الزوجة على فهد (5 أعوام) ليجهز عليه بالسكين ثم محمد (4 سنوات) ثم ريم البالغة من العمر عامين. ودفع إصرار الجاني على ذبح أبنائه كلهم دفعة واحدة للبحث عن الابن الأكبر ويدعى عبدالله (11 عاما)، وهو من زوجته الأخرى ويسكن في بيت جده لأمه، فذهب بعد صلاة العصر إلى أهل زوجته الأولى وطلب منهم أن يحضروا له ابنه، فحضر وذهب به إلى البيت، وبعد أن دخل باغته بأن طرحه أرضا ونحر رقبته بدم بارد ليلحقه بإخوته الثلاثة. وما أن فرغ من تجميعهم بجوار بعضهم قام بتغطيتهم ببطانية، ثم خرج من البيت، وعاد له مراراً وتكراراً حتى قرر في الساعة العاشرة ليلا أن يسلم نفسه للجهات الأمنية، فتوجه برفقة أحد أقاربه إلى مركز شرطة المحافظة وسلم نفسه لهم، قائلاً إنه قتل زوجته وأبناءه الأربعة، وعلى الفور أمر مدير شرطة شرورة العقيد هادي علي آل دويس، بالتحفظ على الجاني والتوجه برفقة قريبه إلى البيت للوقوف على الجريمة. وبحسب مدير شرطة شرورة العقيد هادي آل دويس فإن الجاني حضر إلى شرطة المحافظة في العاشرة مساء، وقال بكل برود إنه قتل زوجته وأبناءه الأربعة، وأوضح آل دويس قائلا: اعتقدت أولا أن الرجل يعاني من مرض نفسي، فثوبه نظيف وليست به آثار دم ولا يتضح عليه أنه ارتكب جريمة مروعة كتلك، وعندما سألته عن سبب قتله لهم قال: إنه الفقر والفاقة هما السبب، وكي لا يعانوا من الفقر، وأنه استخدم سكينا لتنفيذ جريمته وأنها في سيارته. فذهبت إلى سيارته بعد أن طلبت وضع القيود على الجاني، فقام بإخراج السكين وكان يرافقه أحد أقربائه، ثم ذهبنا إلى بيته وبالفعل وجدنا زوجته في المطبخ غارقة في دمائها ومغطاة بشرشف، وقد وضع على جبهتها مصحفا، وكان منظرا بشعا، فقد ذبحها من الوريد إلى الوريد، وبعد معاينة باقي الغرف تبين لنا أن الأطفال الأربعة ذبحوا بالطريقة ذاتها، ثم استدعينا الإسعاف من المستشفى المدني لنقل الجثث إلى ثلاجة الموتى، وكان الجاني قد تم ترحيله وسط حراسة مشددة إلى سجن نجران العام، تمهيدا لعرضه على رئاسة محاكم المنطقة لتصديق اعترافاته شرعا.