حظي التعصب القبلي وأثره في الوحدة الوطنية بنصيب وافر من جلسات النقاش في المؤتمر، وانتقد مشاركون قصور معلمي مادة التربية الوطنية في فهم مضمون المادة، معتبرين أن ترسيخ مفهوم الانتساب للقبيلة والمسابقات الشعرية وضعف التوعية الاجتماعية والجهل بالدين وتمجيد بطولات أفراد القبيلة من أهم عوامل إشعال التعصب. وكشف أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام الدكتور عبدالعزيز الشثري عن مظاهر ومشكلات التعصب القبلي والإقليمي لدى طلاب التعليم العام في المملكة متطرقا لأهم سمات التعصب القبلي. من جهته، أوضح نائب وزير التعليم العالي الدكتور أحمد السيف أن الوزارة تقوم بدور بارز في تعزيز الوحدة الوطنية من خلال نشاطات الطلاب وما يقام من مؤتمرات وندوات ومن خلال بعض المواد الدراسية داخل المناهج في الأقسام المختلفة، مشيرا إلى أن كل ذلك يعد منظومة نشاطات داخل الجامعات تهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية ومساهمة الشباب والشابات فيما يتعلق بالولاء والحب للوطن. وأكد السيف أن هذا المؤتمر سيأخذ صدى كبيرا من خلال أهمية الموضوع والمناسبة ومن خلال تزامنه مع اليوم الوطني، وكافة أبناء وشعب هذا البلد وشبابه وشاباته لديهم الرغبة لمثل هذه المواضيع والرغبة إلى وحدة التآلف والانتماء للوطن ومزيد من مقاومة ما يحدث الخلاف. بينما تطرق وكيل جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عبدالرحمن الشاعر في ورقته "مضامين مادة التربية الوطنية ومشكلات تدريسها في مراحل التعليم العام في المملكة العربية السعودية" إلى كتب التربية الوطنية وقال إن لها ثلاثة أبعاد تشمل البعد الديني والبعد الاجتماعي والبعد الدولي، وذكر أنه لا يوجد أي أنموذج مثالي لدراسة الوحدة الوطنية وأن كل دولة لها محددات ومقاسات مختلفة عن الدول الأخرى، وبين أن هذه الكتب تهدف إلى الوسطية ولكنها لم تبلغ درجة التشبع بالقيم والمفاهيم والحقائق، فضلاً عن وجود مشكلات في تدريس مادة التربية الوطنية، وعدم إدراك بعض مدرسيها لمضمون وأهداف المقرر. وتطرق وكيل المعهد العالي للدعوة الدكتور خالد بن محمد البداح ل"دور المسجد والخطاب الديني في تعزيز اللحمة الوطنية" وأشار إلى أهمية دور خطباء المساجد في تعزيز هذا الجانب. فيما قدم الدكتور سعد بن عبدالعزيز السعران نيابة عن رئيس قسم الاجتماع بجامعة قطر الدكتور ذياب البداينة "التجارب العالمية والعربية في تعزيز قيم المواطنة" مثل الإمارات وأميركا والاتحاد الأوروبي، وقال إن للتعليم دورا رئيسا ومحوريا في تعزيز قيم المواطنة، وإن المشاركة الاجتماعية في الأعمال التطوعية ونبذ قيم العنف وتعزيز حقوق الإنسان لها دور أيضاً، مبيناً أن سياسات تعزيز القيم يجب أن تكون على مستوى الفرد والمجتمع المحلي. وتناولت الجلسة الرابعة محور "مشاركة المناطق والجهات الحكومية" وتحدث في بدايتها الدكتور صالح بن عبد العزيز النصار المستشار في وزارة الاقتصاد والتخطيط عن "دور الخطط الخمسية للتنمية في تعزيز الوحدة الوطنية"، وأشار إلى أن الوحدة الوطنية في المملكة تتميز برسوخ قاعدتها المتمثلة بوحدة الدين الإسلامي واللغة والتاريخ والثقافة والقيم والتقاليد الاجتماعية العربية المشتركة. وتطرقت الجلسة الخامسة التي رأسها الأمير الدكتور خالد بن عبدالله المشاري آل سعود عضو مجلس الشورى إلى المحور التعليمي، وأشار إلى أن المؤتمر يزيد أواصر الترابط بين مكونات المجتمع وإعطاء القيمة الأساسية لثمار الوحدة، واستمرار التنمية والوحدة في الوطن، فيما تناول الدكتور خالد بن صالح باجحزر "أثر المناهج التعليمية في دعم الوحدة الوطنية"، داعياً إلى ضرورة توحيد المناهج العربية لتحقيق الوحدة العربية الشاملة. وأوضح باحجزر أن المنهج العلمي لا يحقق الوحدة الوطنية إلا إذا توافرت له كل أركانه ومكوناته، مؤكداً الآثار المهمة للمنهج على البيئة وبناء المجتمع ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا.