أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم في خطبة الجمعة أمس، أن الأمة بمجموعها لا تكون واعية إلا بوعي أفرادها، فهم فكرها النابض، وبصيرتها الراقية بها إلى معالي الأمور، وقال: "إن الأمة إذا وعت فقد أدركت ما لها وما عليها بين الأمم الأخرى، فتستثمر مكتسباتها الدينية والسياسية والاقتصادية؛ لتثبيت هويتها والاعتزاز بها والاستعداد الدائم لسد الثغرات داخلها وخارجها، وألا تؤتى من قبلها". وقال: "إنه بقدر وعي أمتنا، يمكن إجادة التعامل مع الأحداث والأزمات بعين المدرك لتحديد الأولويات وحسن التعامل معها بإدراك حقائقها متجاوزة المؤثرات النفسية والاجتماعية والسياسية، منطلقة من مبدأ الإنصاف والعدل وإنزال الأمور منازلها؛ كي لا تُمتهن ولا تُزدرى من قبل خصومها وأعدائها، فتسقط من علو، وإنما قوة الأمة الدينية والسياسية والاقتصادية منطلقة في وعيها في استثمار طاقاتها البشرية وتهيئتها لتكون خير من يخدم دينها ومجتمعها محاطة بسياج الوعي؛ كي لا تتلقى الوكزات تلو الوكزات ولا تؤتى من مأمنها، فتدفع حينا إلى ما لا تريد، أو أن يستهين بها خصمها وحاسدها، فالأمة الواعية لا تخدع ولا ينبغي لها أن تخدع، ما دامت قائمة بأهم مقومات وعيها وهو دينها وعدلها وأخلاقها وعلمها، فما جعل الله أمة الإسلام وسطا بين الأمم إلا بمثل ذلكم". وفي المدينةالمنورة قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ على بن عبد الرحمن الحذيفي، في خطبة الجمعة أمس، "إن الأخلاق الحميدة والصفات الفضيلة لها عند الله عز وجل أعظم المنازل، يثقل بها الميزان يوم الحساب مستشهدا بحديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال، قال رسول صلى الله عليه وسلم: "ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن الله تعالى يبغض الفاحش البذيء". وبين فضيلته أن الرحمة من الخلق العظيم، أودعها الرب فيمن شاء من خلقه، وحرمها الشقي من الخلق، موضحا أن الإسلام رغب في التخلق بالرحمة وأن الله وعد على الرحمة الأجر الكريم والسعادة الدنيوية والأخروية.