أنقذت حقائب طوارئ "فيفا" الطبية حياة لاعب أفغاني في أول استخدام عملي لها على أرض الواقع، وهو الأمر الذي كان له مردود طيب للغاية، إذ نالت الحقائب التي قام الاتحاد الدولي لكرة القدم بتوزيعها على الاتحادات الأعضاء في يونيو الماضي، الكثير من الثناء، عندما ساعدت على إنقاذ حياة مدافع المنتخب الأفغاني فرزاد غلام، الذي تعرض لتوقف قلبي خفيف خلال مباراة نصف نهائي كأس اتحاد جنوب آسيا أمام نيبال. ففي الدقيقة ال67 من المباراة التي احتضنها ملعب دسارات، دخل غلام في نزال على كرة هوائية مع لاعب نيبال بهارات خواس، قبل أن يهوي أرضا، إذ تعرض إلى إصابة تملك على إثرها الهلع زملاء اللاعب ليهموا بطلب مساعدة الطاقم الطبي الموجود على كرسي الاحتياط. ولم يمر على سقوط اللاعب دقيقة واحدة حتى هبّ الدكتور بينمرا بيستا، المعين لتلك المباراة، لإنقاذ اللاعب معتمدا على حقيبة الطوارئ الطبية، وبعد ذلك قام باستعمال جهاز تنظيم ضربات القلب الخارجي والإنعاش القلبي الرئوي، وهو ما ساعد اللاعب على العودة إلى الحياة ليتم نقله للمستشفى في سيارة إسعاف للخضوع إلى مجموعة من التحاليل جاءت كلها سليمة. وعقب المباراة، بادر الدكتور بيستا في سرعة بديهة لافتة، إلى التقدم بالشكر إلى الفيفا لإتاحة حقيبة الطوارئ وقال: "الحقيبة تضم جهاز تنظيم ضربات القلب الخارجي، الذي يقوم بتشخيص فوري لمشكلات القلب، كما أن الصدمات الكهربائية تعمل مباشرة إذا بدا أن ضربات القلب ضعيفة أو غير منتظمة أو متوقفة تماما". وظهرت الحقيبة مع حلول الذكرى العاشرة لوفاة نجم الكاميرون مارك فيفان فويه، الذي توفي إثر أزمة قلبية تعرض لها خلال مشاركته مع منتخب بلاده ببطولة كأس العالم للقارات 2003 في فرنسا. وكان خبراء دوليون في طب الطوارئ بالفيفا، قاموا تحت إشراف البروفسورين إفرايم وجيري دفوراك، بتصميم هذه الحقائب المتخصصة التي تحتوي على الأجهزة الطبية الضرورية التي من شأنها الحفاظ على الحياة لمدة ساعة على الأقل قبل إحالة المريض إلى المستشفى. وفي هذا الصدد صرح البروفسور دفوراك قائلا: "هذا الحدث يثبت أن الاتحاد الدولي لكرة القدم يسلك الطريق الصحيح في اتجاه تزويد جميع الملاعب بهذه الحقائب والمعدات التعليمية، وقد برهن الدكتور بيستا أن دور تلك الحقيبة فعّال حقا".