بعد أن كشفت ملامح من "حياة الأعشى" في مسرحية عكاظ لهذا العام، عاد شعره مساء أمس إلى صخرة "عكاظ" في الندوة النقدية التي انطلقت بها أولى فعاليات سوق "عكاظ" المنبرية في دورته السابعة والتي أدارها عبدالله السلمي، وشارك فيها كل من الدكتور ناصر الرشيد والدكتور شعبان زكي والدكتور عبدالله الفيفي. وفي حين سجلت السيدات غيابا ملحوظا عن الفعالية، غابت ممثلة النساء في الأمسية الناقدة سهام الفريح التي كانت من ضمن المتحدثين في الندوة، فغبن معها بنات جنسها وبقيت المقاعد المخصصة لهن خالية إلا من 5 سيدات فقط. وتحدث الدكتور زكي شعبان في الجزء الأول من الندوة، قائلا: إن "الأعشى" سمي بذلك لضعف نظره وقوة بصيرته، مؤكدا "أن النقد القديم احتفى بالأعشى وكان يضرب له خيمة في سوق عكاظ". وأشار إلى أن الأعشى "أشعر الجن والإنس" وكان يسمى صناجة العرب، لأنه أول من استخدم لفظ "الصناجة"، وقيل لما يحدثه شعره من رنين ودوي. وذكر أن الأعشى أكثر الشعراء تنوعا في فنون الشعر وأطولهم نفسا. وللشاعر حظ من أولويات الشعر العربي، وأنه قال قصيدة في رجل كانت سببا في زواج بناته الأربع. وتناول الخلاف في أصحاب المعلقات مشيرا إلى أن هناك من وضعه من شعراء المعلقات. وتناول الدكتور ناصر الرشيد في ورقته "الصورة العوضية لدى الأعشى" بدأها بالقول: إن تقديم أي جديد حول شعراء مثل الأعشى، ليس أمرا سهلا. وأضاف: عندما طلبت مني المشاركة مكثت عدة ليال وتلذذت بشعر الأعشى وقرأته كله قراءة متمعن ومتلذذ، حيث شدتني إلى الأعشى بعض صوره التي لم يلق عليها الضوء. وأكد أنه وجد عند الأعشى صورا حسية كغيره من الشعراء، وكان يملأ شعره باللغة الفارسية. وطلب من سوق عكاظ أن يخرج لنا ديوان الأعشى بتحقيق علمي. بدوره قدم الدكتور عبدالله الفيفي ورقة عن "الحساسية السردية في تجربة الأعشى" ذكر فيها أن شعر الأعشى يمتاز بالنزوع السردي نتيجة حياته وثقافته، حيث إن بناء الشعر لديه أقرب للبناء السردي. وتناول القصص في شعر الأعشى ومنها القصص الحماسية وقصص المغامرات الغرامية التي أبرع فيها. مشيرا إلى أنه كان يصور القصة القصيرة في أبيات معدودة. وذكر أن الأعشى كان "متميزا" في هذه الأساليب التي تمتزج في الذاتية. واختتم الورقة بقوله نحن بحاجة إلى شعر إصلاحي. وفي جانب المداخلات تساءل الدكتور عبدالله الشائع عن موضوع من مواضع اليمامة في إحدى قصائد الأعشى.