شهدت ليلة الأعشى التي نفذها النادي الأدبي بالرياض يوم الأول حضورًا نوعيًا مميزًا، حيث اكتملت القاعة الرجالية بالحضور تمامًا، وقد تناول المتحدثون في الندوة الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيّع، والدكتور سعد العريفي، والدكتور عبدالرحمن السعيد، وراشد العساكر، سيرة الشاعر العربي الكبير الأعشى (ميمون بن قيس)، أحد شعراء المعلقات وصاحب «منفوحة»، وجاءت هذه الأمسية ضمن البرنامج الذي استحدثه النادي للعناية بتاريخ وأدب وثقافة منطقة الرياض، وأدار الندوة الدكتور عمر السيف، كما سبق الندوة توزيع كتاب للباحث مساعد السويهري الهذلي تحت عنوان «الخروج عن أصل التركيب» دراسة في شعر الأعشى، وقام النادي بالتعاون مع إذاعة الرياض بإصدار قرص مدمج (cd) عليه مختارات من شعر الأعشى، قام باختيارها الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد عضو لجنة الإعداد مع الدكتور عمر السيف والدكتور عبدالله الحيدري وتم توزيعها على الحضور. وقد افتتحت الندوة بكلمة لرئيس مجلس الإدارة د. عبدالله الوشمي تحدث فيها عن برنامج الرياض الثقافي الذي أطلقه النادي، وأشار إلى أن النادي يستعد لتنفيذ مهرجان الأعشى بعد هذه الليلة، كما يستعد لطرح عدد من الإصدارات، وقدم المحاضرون قراءاتهم لمنتج الأعشى الشعري وسيرته التاريخية والأدبية، وقد تطرق الدكتور محمد الربيع في ورقته البحثية تحت عنوان «نظرات عجلى في شعر الأعشى الكبير» للحديث حول الأساطير التي كانت متداولة حول الأعشى، ويروى أحد تلك الأساطير فيقول عندما كنت صغيرًا سمعت من والدي – رحمه الله – أسطورة متداولة عند أهل منفوحة خلاصتها أن في منفوحة قصرًا للأعشى وفيه كنز عظيم ويقوم على حراسة الكنز ثعبان ضخم فلا يستطيع أحد أن يصل إلى الكنز أو يقترب منه وأن هذا الثعبان العجيب يحرس الكنز منذ عصر الأعشى أي منذ أربعة عشر قرنًا فهو من المعمرين ولذلك هو ضخم ومن ثعابين الجن، وظل هذا المنزل الذي يسمى أحيانًا ب (المنفوحي) قائمًا إلى أن تمّ هدمه في أواخر القرن الماضي ولم يستطع الثعبان العجيب مقاومة التركتور ولم يجد الناس الكنز، وتساءل الدكتور الربيع ألا يستحق شعر الأعشى أن يحقق من جديد في ضوء ما حقق من كتب التراث وما قدم عنه من رسائل علمية ؟! وهل يقوم أحد أدبائنا الذين امتهنوا التحقيق بذلك العمل؟ ومن جانب آخر ينظم النادي الأدبي بالرياض يوم غد السبت محاضرة بعنوان «اللغة والهوية في منتديات الأطفال» تلقيها الباحثة فوزية الحربي، فيما يستضيف يوم الاثنين المقبل الشاعر السعودي حسين عجيان العروي وذلك ضمن فعاليات بيت الشعر.