على الرغم من اعترافه بأنه "لا يدري" مدى إخلاصه للشعر ، إلا الشاعر عيسى علي جرابا، استطاع اقتناص لقب" شاعر عكاظ" هذا العام، من بين عشرات وربما مئات المشاركين من مختلف الدول العربية. وعرف "جرابا" بمشاركاته المتعددة في منابر المؤسسات الثقافية المحلية وبعض العربية، ولعل هذا ما جعل فوزه بالجائزة "غير مفاجئ" للأوساط الأدبية، فالكثير من النقاد يجمع على شاعريته اللافتة. وقبل أيام من تكريمه بلقب "شاعر عكاظ" وارتدائه "بردة عكاظ" التي اشتهر بها مهرجان سوق عكاظ منذ انطلاقه، التقته "الوطن" في لقاء سريع دار حول بعض هموم الشعر ورؤيته لجائزة "عكاظ" فكانت هذه أبرز إجاباته. هل أنت مخلص للشعر؟ لا أدري… لكن الإخلاص في الواقع يظل عملة نادرة. طيلة تجربتك الشعرية ومشاركاتك الواسعة داخليا وخارجيا ما القناعة التي ترسخت لديك عن دور الشعر في حياة الأمم؟ لا ينكر أحد أن الكلمة السامية لها دور كبير في نفوس البشر سموا وارتقاء… والشعر من أسمى الكلام البشري. أنت من منطقة جازان التي اشتهرت بإنجاب الشعراء، برأيك ما العوامل التي اجتمعت لتمنح إنسان جازان هذه الموهبة والحضور؟ - الريف بكل مقوماته الطبيعية ملهب للمشاعر محفز على الجمال مانح النفس صفاء… وجازان إلى عهد قريب كانت ريفا جميلا أعطيناها فأعطتنا وغرسنا فيها فسائل الأمل فأينع شعرا يخفق بمهج ولهى عاشت بالحب وللحب. فزت بجائزة شاعر عكاظ كأول شاعر سعودي بعد الثبيتي فما قيمة الجائزة لديك؟ وأين كنت حين وصلك خبر الفوز، ولمن كانت البشارة؟ الجائزة قيمتها في بعدها التاريخي الذي لا نفتأ نتذكره ونتغنى به يوم كان سوق عكاظ مجمعا ثقافيا لأرباب الفصاحة والبلاغة… وقد وصلني خبر الفوز وأنا في مكة بعد أداء العمرة عن أمي عليها رحمة الله. مهرجان "عكاظ "منح الحراك الثقافي بمختلف فنونه الأدبية فاعلية وحضورا كبيرا في تجاوز تأثيره حدود الوطن، وما مدى نجاحه في ذلك؟ - النجاح كبير جداً يلحظه المتابع للحراك الثقافي فالمزج بين الفنون يمنحها تقاربا وتداخلا يفضيان إلى أفق رحب ليس له حدود. اهتمت جائزة عكاظ بإبداع الشباب وخصصت جائزة باسم جائزة شاعر شباب عكاظ، كيف ترى التنافس لدى الشباب؟ لقب شاعر شباب عكاظ هو فاتحة لكل شاعر شاب ما يزال يبحث عن الضوء ويطمح إلى بلوغ المنى، ومن هنا كان اللقب مهما يشعل فتيل التنافس في نفوس الشعراء الشباب… وهو يهدينا كل عام شاعرا جميلا من أبناء هذا الوطن المعطاء. برأيك لماذا تفتقد جازان حتى الآن جائزة ثقافية على الرغم من دورها التاريخي وحضورها الثقافي الكبير؟ الجائزة موجودة ولكنها تفتقر إلى الكثير الكثير مما يقفز بها إلى مصاف مثيلاتها من الجوائز في وطننا الحبيب.