أعد مركز البحوث والمعلومات بمجلس الغرف السعودية، بالتعاون مع اللجنة العلمية لمنتدى الاستثمار الثاني بنجران "سبتمبر 2013م" تقريرا يتناول أهم الإمكانيات الاستثمارية في نجران من خلال عدد من المؤشرات الاقتصادية والمزايا النسبية في عدد من القطاعات بمنطقة نجران. وبين التقرير أهم المزايا والفرص الاستثمارية الواعدة التي تتمتع بها هذه القطاعات، ومنها: المكانة التجارية الهامة التي تتمتع بها نظراً لقربها من منطقتي عسير وجازان وقربها من الجمهورية اليمنية، هذا بالإضافة إلى تمتعها بمناخ معتدل وقاري طوال السنة جعل منها منطقة زاخرة بالثروات الزراعية، وقد أشاد العديد من المؤرخين والجغرافيين بهذه المنطقة نظراً لموقعها الاستراتيجي وخصوبة أراضيها، هذا بالإضافة إلى تمتعها بالعديد من الثروات التعدينية. ومن ناحية أخرى تعتبر المنطقة مركزاً وموطناً للصناعات الحرفية، حيث تتميز بالعديد من الصناعات الحرفية الهامة مثل صناعة الصوف، وصناعة الجلود، وصناعة الخوص، وصناعة الخشب، والفخار والفضيات وغيرها، علاوة على ذلك فإن المنطقة تعتبر من الوجهات السياحية الهامة في المملكة نظراً لوجود العديد من المعالم الأثرية والتاريخية الهامة بها، وأهمها المنطقة الأخدودية التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة البروج، وكذلك إمكانية إقامة المهرجانات والرحلات السياحية المختلفة بها، كذلك تتمتع المنطقة ببنية تحتية قوية من شبكات طرق تمثل أطوالها حوالي 3.4% من إجمالي الطرق في المملكة بالإضافة إلى وجود مطارين إقليميين هما مطار نجران ومطار شرورة يخدمان النطاق الجغرافي للمنطقة لنقل الركاب والبضائع، هذا علاوة على وجود شبكة اتصالات قوية بالمنطقة، ومن المتوقع أن يؤدي استكمال إنشاء المدينة الصناعية بالمنطقة إلى توفير المزيد من فرص العمل بما يقود إلى رفع مستوى المعيشة لأبناء المنطقة. ويمثل سكان نجران حوالي 1.85% من إجمالي سكان المملكة، يعمل نحو 60% منهم بالزراعة، وحوالي 10% بالرعي و30% بالتجارة والوظائف الأخرى، وتعتبر نجران من المناطق الجاذبة للسكان من المناطق الأخرى بالمملكة، حيث يبلغ معدل هجرة السكان السعوديين إليها حوالي 0.37% سنويا، وذلك على الرغم من ارتفاع معدلات البطالة بالمنطقة، الأمر الذي يعني إمكانية استغلال الطاقات البشرية المتاحة من خلال خلق فرص استثمارية قادرة على توظيف هذه الطاقات. وتعتبر نجران من المناطق الزراعية الهامة بالمملكة نظراً لما حباها الله من أراض خصبة ومنبسطة ومناخ متنوع، حيث تتراوح متوسط درجات الحرارة ما بين 14.6 - 30 درجة مئوية، وتتمثل أهم المحاصيل الزراعية في القمح والأعلاف الخضراء والفواكه والتمور. بل تقوم بتصدير كميات كبيرة من الفواكه والحبوب، كما تتميز المنطقة بوجود العديد من المناطق الرعوية مما ساعد على انتشار العديد من مربي الثروة الحيوانية من ذوي الخبرات العالية. وبجانب ارتفاع جودة التمور بنجران تعد إنتاجية النخيل من أعلى المعدلات بالمملكة، حيث يرتفع مستوى الإنتاجية ليبلغ في المتوسط 140 كيلو جراما للنخلة الواحدة، وتتميز منطقة نجران بإنتاج نحو 25% من محصول الحمضيات في المملكة بمختلف أنواعها، التي تشمل البرتقال واليوسفي والليمون والمانجو والليشي والكاكا والجريب فروت، حيث تقدر مساحة الأراضي الزراعية المخصصة لإنتاج الحمضيات بنحو 5000 هكتار. من ناحية أخرى تنتشر مشروعات تربية الأبقار والأغنام والدجاج في المنطقة مما يشجع على الاستثمار في تربية هذه الأنواع من الحيوانات وإقامة صناعات لتجهيز وتعبئة اللحوم. أما من ناحية الاستثمار الصناعي فمنطقة نجران تمتلك مقومات كبيرة لإقامة مناطق صناعية متكاملة بما تحويه من صناعات مختلفة، ويساهم قطاع الصناعة بنحو 7% من الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة نجران، حيث بلغ عدد المصانع حوالي 32 مصنعاً عام 1433، تمثل نحو 0.5% من إجمالي عدد المصانع بالمملكة لعام 1433، وهي نسبة منخفضة تشير إلى وجود متسع لإقامة مزيد من المصانع بالمنطقة. وفي إطار التمويل المقدم لزيادة النشاط الصناعي، بلغ إجمالي التمويل الصناعي التراكمي (من صندوق التنمية الصناعية) لمنطقة نجران 1.096 مليون ريال بنهاية عام 2012, بما يمثل 1% من إجمالي تمويل المصانع في المملكة، وبلغ إجمالي المشاريع الممولة في نجران من الصندوق 13 مشروعاً بنهاية عام 2012. وتجدر الإشارة إلى أن أغلب المصانع في نجران تعد تحت التصنيف المتوسط (حيث يقل حجم التمويل الاستثماري عن 85 مليون ريال ويبلغ متوسط عدد العاملين 57 عاملاً للمصنع الواحد). وستزداد أهمية هذه المنطقة من الناحية الصناعية بعد استكمال بناء المدينة الصناعية التي تم الانتهاء من إنشاء وتطوير المرحلة الأولى منها على مساحة 750 ألف متر مربع من إجمالي نحو 6.5 ملايين متر مربع تمثل إجمالي مساحة المدينة الصناعية، وتم تخصيص أراض فيها لأكثر من 30 مصنعاً، ومن ثم فإن هناك العديد من الفرص الاستثمارية التي ستخلقها هذه المدينة خلال المرحلة القادمة بما سيؤدي إلى تنشيط المنطقة. وتسعى نجران إلى توفير الدعم والتمويل الذي يحتاجه المستثمرون وأصحاب المشاريع، إضافة إلى المكاسب التي يمكن أن تجنيها المنطقة من زيادة في النمو وتوفير فرص العمل. ويتم دعم هذا التوجه من خلال عدد من المؤسسات والبرامج داخل المملكة، ومنها برنامج كفالة لتمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة، الذي قام بتمويل نحو 145 منشأة في نجران منذ بداية البرنامج في أوائل عام 2006 لتبلغ قيمة التمويل المقدم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بنجران ما يزيد على 120 مليون ريال.