قررت وزارة الدولة لشؤون الآثار بمصر أمس تسجيل قصر "رأس التين" بمدينة الإسكندرية في عداد الآثار نظرا لقيمته الأثرية والمعمارية والتاريخية، إذ بني منذ نحو 180 عاما وهو القصر الوحيد الذي شهد قيام وانهيار أسرة محمد علي التي حكمت البلاد بين عامي 1805 و1952. والقصر الذي بناه محمد علي عام 1834 على الطراز الأوروبي، من أفخم قصور المدينة الساحلية، وأدخل فيه الهاتف في نهاية عصر الخديوي إسماعيل عام 1879 وأضاف إليه الملك فؤاد أجنحة أخرى، وفيه وقع الملك فاروق وثيقة التنازل عن العرش يوم 26 يوليو 1952 قبل أن يرحل في اليوم نفسه إلى المنفى. وقال رئيس لجنة تسجيل الآثار محمود عباس في بيان، إن اللجنة سجلت محتويات القصر الذي يضم "أغلى وأفخر أنواع الأثاث المستورد والتحف والصور الفنية الرائعة. (وظلت) كما تركها الملك فاروق". وأضاف أن القصر به "عدد من القاعات المذهلة"، أهمها صالون الوزراء وقاعة الفرمانات وأجنحة الملك والملكة والأميرات، إضافة إلى القاعة المستديرة التي وقع فيها فاروق وثيقة التنازل عن العرش. أما باب القصر فيتكون من ستة أعمدة جرانيتية تعلوها تيجان من النحاس وكتب عليها "العدل ميزان الأمن". وإدراج قصر التين في عداد الآثار يأتي ضمن خطة لتسجيل الأبنية ذات القيمة التاريخية، ومنها منزل الزعيم أحمد عرابي قائد أول ثورة وطنية في تاريخ مصر الحديث عام 1881 والذي تقرر أمس الأربعاء ترميمه تمهيدا لتحويله إلى متحف يسجل مراحل الثورة العرابية.