بعد معاناة طويلة لأهالي مركز الحيمة شمال منطقة عسير والقبائل المجاورة لها من بللحمر وبللسمر وبني شهر وشهران انكشفت الغمة وبدأ الفرج بعد وضع حجر الأساس لطريق وادي بن هشبل – الحيمة – الجفر من قبل أمير منطقة عسير آنذاك الأمير خالد الفيصل، وذلك في عام 1416، وما إن تنفس الأهالي الصعداء وفرحوا حتى بدأت أيدي التقاعس والإهمال تدب في الشركات المنفذة للمشروع، وبعدم مراقبة من إدارة الطرق بمنطقة عسير لكونها من يجيز ويسمح لتلك الشركات غير المؤهلة بالتنفيذ ولكونها همشت الكثير من مطالب الأهالي آنذاك الخاصة بتدارك الفشل الذي أصاب تلك الشركات في التخطيط الصحيح لمسار ذلك الطريق والمماطلة والتأخير في تنفيذ المشروع لعدة سنوات, وما إن اكتمل المشروع حتى ظهرت التشوهات المخيفة والفشل الذريع في التخطيط والتنفيذ لذلك الطريق من قبل الشركات المنفذة، وذلك نظرا لوجود منعطفات ومنحنيات خطرة وهبوط وارتفاع في أرضيته، ثم أتت المصيبة العظمى والمتمثلة في إحالة جميع الشاحنات المختلفة لسلوك هذا الطريق غير المهيأ والتي يحمل أكثرها قنابل موقوتة من وقود البنزين سريع الاشتعال والقادمة من الرياض – وادي الدواسر – بيشة وكامل الجهة الشرقية إلى الجهة الغربية لمملكتنا الحبيبة مرورا بأبها – محايل عسير أو الطائف، والتي تجعل من يسلك هذا الطريق مفقودا أو مولودا، وذلك بإهمال واضح وتقصير من إدارتي الطرق والمرور بمنطقة عسير وجهات أخرى معنية بذلك وتخلت فيما بعد عن مسؤولياتها في الإرشاد والمراقبة لذلك الطريق وسالكيه. والتي تسببت في حوادث مأساوية فتفطرت قلوب أسر بأكملها لفراق أحبة وترملت نساء وتيتم أطفال وامتلأت المقابر بنفوس طاهرة وبريئة، والسبب في ذلك طريق الموت المتربص بمرتاديه من أهالي المنطقة وسالكيه ممن يرغبون في سياحة داخلية في قراه ذات الطبيعة الخلابة والشلالات الممتعة لناظريها في وديان تلك القرى المنتشرة. فإلى متى ستستمر هذه المعاناة؟