اعترف المهندس علي بن مسفر مدير إدارة الطرق والنقل في عسير أن أغلب مشاريع المنطقة تعاني من تعثر بسبب ضعف الاعتماد المالي، إلا أنه تفاءل بوجود جملة مشاريع حيوية للطرق في قوائم الانتظار تصل أطوالها إلى أكثر من 9 آلاف كيلو متر من مشاريع الطرق، وعلى رأسها مشاريع طرق بديلة للعقبات تربط المنطقة بما حولها، ومشروع لازدواجية وتوسعة طريق الرياض أبها، وجميعها معدة في خطط وفق أولوياتها.وفيما يلي تفاصيل الحوار: أصبحت عقبات منطقة عسير ضلع وصماء وشعار قديمة وتشكل خطرا على السالكين للطريق، بل تفتقد لأعمال الصيانة وإعادة السفلتة، ما دوركم في متابعة وضع العقبات، وهل من خطط لاستحداث طرق بديلة ؟. عقبات ضلع وشعار والجوة، الواصلة بين السراة وتهامة عليها كثافة مرورية عالية جدا، وجميع الطرق عليها صيانة دورية على مدار الساعة، وبالتالي لا خوف من مشاكل الصيانة. ولمعالجة وضع العقبات وإيجاد الحلول اتجهنا كحل أولي إلى تنفيذ مشروع ازدواجية طريق (محايل / شعار) على مراحل، وسوف يتم تسليم الموقع للمقاول خلال شهرين، وهناك أيضا مشروع لاستكمال ازدواجية طريق عقبة ضلع الدرب،وسيكون أيضا على مراحل. ومن جهة أخرى نسعى لإيجاد طرق لعقبات بديلة، منها عقبة قضا الرديفة لعقبة شعار بطول 36 كم، تربط طريق ملاحه ربيع رفيدة بصحراء العاصم. كما تم الانتهاء مؤخرا من تصميم بديل لطريق عقبة ضلع بطول 135 كم يربط عسير ببيش في منطقة جازان. أما بالنسبة لعقبة الصماء فهو طريق يربط أبها السودة برجال ألمع، فتواجهنا بعض العوائق التي نحاول تجازوها، وهناك مشروع لهذا الطريق من أبها للسودة كمرحلة أولى، وكمراحل لاحقة نحن طالبين إعادة تصميم عقبة الصماء بالكامل، بحيث يكون أكثر فاعلية وكفاءة لاستيعاب المركبات الكبيرة. متى تتوقعون البدء من تنفيذ المشاريع الجديدة؟ نحن رهن الاعتماد المالي، فمتى ما جاء الاعتماد شرعنا على الفور في تنفيذ المشاريع. رغم حيوية وأهمية طريق أبها - الطائف مرورا ببللحمر، بللسمر، تنومة، والنماص، إلا أنه يعاني من مشكلات في تأخر وتعطل تنفيذ ازدواجية بعض الوصلات، ما أسباب تأخر التنفيذ والحلول المقدمة من إدارتكم؟. يعتبر طريق أبها – الطائف أقدم طرق المنطقة، وفي الوقت الراهن بدأت الوزارة في تنفيذ مشروع ازدواجية في الطريق، وهو عبارة عن ثلاثة مشاريع، ومشكلة تعطل أعمال التنفيذ بسبب ضعف الاعتماد المالي، إلى جانب بعض خدمات الكهرباء والمياه، وكذلك من المعوقات مشاكل التعويضات والصكوك حيث إن معظم الملاك لا يمتلكون صكوكا للأراضي، لهذا اضطررنا للتنفيذ على أجزاء خلال ثلاث سنوات، ونتوقع قريبا الانتهاء من مشكلة الوصلات في بللحمر وبللسمر وبين تنومة والنماص. لماذا غابت إدارتكم من معالجة عقبة القدرين في محايل عسير، التي تعاني وعورة الطريق جراء عدم التمهيد والسفلتة، فضلا عن المنعطفات الخطيرة المسببة في إراقة الدماء، رغم أنها المنفذ الرئيس لقرى يقطنها أكثر من 15 ألف مواطن؟ لدينا برنامج لجميع المشاريع، فهناك مشاريع رئيسية وثانوية وأخرى فرعية، كل بحسب الأولويات تطرح على مجلس المنطقة ومن ثم ترفع للوزير، ورغم صعوبة المنطقة وتضاريسها أستطيع القول بأننا أنجزنا الكثير، ولدينا خطط لكل الطرق والمشاريع، وبالنسبة للمشاريع غير المنفذة يجرى لها صيانة وتمهيد بشكل دوري، وربما سوء الطريق الحالي بسبب الأمطار. مشروع نفق حسوة في رجال ألمع معتمد منذ سنوات ولم يكتمل تنفيذه إلى الآن، ويعتبر أحد المشاريع الهامة، لتخفيف مشاكل وحوادث الطريق الحالي، ما أسباب التعثر، والحلول؟. المبالغ التي اعتمدت لمشروع طريق ونفق الحسبة غير كافية، لأن طول النفق 1720 مترا، حيث أعددنا تصميم النفق لتوفير قنوات للتصريف والمياه والكهرباء بحيث يستفاد من شق النفق في خدمات أخرى، لذلك لم تكف المبالغ المالية وتتناسب وتصميم المشروع. لماذا لا تقوم فرق الصيانة في إدارتكم بتحسين عقبة حسوة الحالي، حيث تمت سفلتته منذ 25 عاما، ولم يشهد الطريق منذ إنشائه صيانة دورية أو معالجة مواقع التشققات الإسفلتية؟. هناك اجتهادات شخصية من البلديات في السفلتة، ففي هذه العقبة بادرت البلدية بتنفيذ مشروع السفلتة، ونحن لا نؤمن أن تتم السفلتة بهذا الشكل، وبالتالي الصيانة والمتابعة من مسؤولية البلدية كونها الجهة المنفذة للمشروع. تتكرر الحوادث المأساوية في طرق شرق عسير، جهة خيبر الجنوب ووادي هشبل باتجاه وادي الدواسر، بسبب سوء الطريق، لماذا لا يتم تحسينها وتوسيعها؟. بالنسبة لطريق أبها الخميس وادي الدواسر والمتجه إلى الرياض، فهو طريق مزدوج ونسعى في خطة مع الوزارة بتحويله إلى طريق سريع، بأربع مسارات لكل اتجاه، وشبك واقي إلى جانب التقاطعات وبالخدمات المتكاملة، وهذا المشروع بدأت فعليا من الرياض ووصلت أعمال التنفيذ إلى وادي الدواسر، ونتوقع خلال موازنة هذا العام يبدأ تنفيذ المشروع من أبها بحسب الاعتماد المالي. في قرى الطحاحين في محايل عسير، هناك مشروع اعتمد منذ سنوات بطول 50 كيلومتر يربط المنطقة بالساحل، تم تنفيذ 20 كيلو فقط وتوقف المشروع، ما أسباب التوقف؟. هذا المشروع من ضمن المشاريع المنفذة على مراحل، فنحن أنهينا جزءا من الطريق، وفي انتظار التعميد المالي لإكمال تنفيذ الأجزاء المتبقية المشروع. - أغلب مشاريع إدارتكم لم تستكمل، وأجد من إجابتكم أن الاعتماد المالي هو المعضلة، هل خاطبتم الجهات ذات الاختصاص لبحث وحل هذه الإشكالية؟. سنويا نرفع خططنا ومشاريعنا بشكل مكتمل، عن طريق مجلس المنطقة والتي يرفعها لوزارة النقل لتحويلها إلى وزارة المالية، ولكن بحكم طبيعة وتضاريس منطقة عسير، المبالغ المخصصة لا تكفي لتغطية كامل الاحتياج. يشكو أهالي المحافظات والمراكز من ضعف صيانة عبارات التصريف والواقعة ضمن مشاريع وزارة النقل، الأمر الذي أدى إلى انسدادها بالرمال والمخلفات وغيرها، ما رأيكم؟. العبارات الواقعة داخل النطاق السكاني صيانتها من اختصاص البلديات، أما تلك الواقعة خارج المدن من مسؤولياتنا، وهي تحت متابعة وصيانة مستمرة من قبل الفرق الميدانية. هل تعاني إدارتكم من نقص في عقود وفرق الصيانة في المنطقة؟. لدينا في منطقة عسير 7 عقود مع شركات متخصصة، فكل عقد يشمل ما يقارب 400 إلى 500 كيلومتر في المنطقة، ومع المشاريع الجديدة سيكون هناك زيادة في العقود، فكل مشروع ينجز تتم تغطيته ضمن عقود الصيانة. كيف تتم مراقبة التزام الشركات المنفذة للمشاريع، وكيف تتعاملون مع المقصرة في أدائها، وما هي أسس ترسية المشاريع على تلك الشركات؟. هناك أزمة مقاولين على مستوى المملكة، وبالرغم من ذلك أي شركة يثبت تهاونها في الأعمال الفنية للمشروع أو الإخلال بمواعيد التسليم يتم التعامل معها وفق النظام، مع حرص الوزارة على طرح جميع المشاريع في حينها دون تأجيلها، على شركات وفق تصنيفها وقدراتها الفنية، وتتم متابعة كافة المشاريع فنيا من قبل استشاريين في الوزارة. ما هو احتياج منطقة عسير فعليا من مشاريع الطريق؟. منطقة عسير بحاجة لما يصل إلى 9 آلاف كيلومتر من مشاريع الطرق، وجميعها معدة في برنامج وفق الاحتياج والأولويات. تعاني مدينة أبها من اختناق مروري وخصوصا على الطريق الدائري، في ظل التوسع والنمو العمراني والسكاني، ما خططكم لمواجهة ذلك ؟. تمت ترسية تصميم الدائري الثاني وتوقيع العقد مع الاستشاري، يبدأ من بعد مستشفى عسير، باتجاه العرين وشمالا نحو العكاس، ومن ثم لطريق نهران، في مسافة 18 كيلومترا، والطريق عبارة عن أربعة مسارات في كل اتجاه، وجزيرة داخلية بمساحة 8 أمتار، وسوف يتم ربطه بالطرق عبر تقاطعات علوية، وسيتم بدء أعمال التنفيذ فور التعميد المالي للمشروع.