بعد الفشل المتراكم الذي واجهه بيت التشكيليين السعوديين بجدة خلال السنوات الماضية، يعمل الفريق الجديد الذي يقوده حاليا عمر بادغيش ورياض حمدون (المدير التنفيذي) على استنهاض دور البيت من جديد وحشد أعضائه السابقين بمن فيهم المؤسسون، ومنهم الفنان طه صبان، عبدالله حماس، هشام بنجابي. وقال بادغيش الذي اختير رئيسا للبيت من قبل المؤسسين: إن الهدف الذي أنشئ من أجله البيت هو أن يكون مكانا للقاء الفنانين بعضهم ببعض وعرض أعمالهم وإقامة معارض شخصية ومشتركة، وهذا ما نعمل عليه الآن، وما يهمنا في هذه المرحلة هو إعادة الاستقرار للبيت واستعادته لدوره كواجهة حضارية تمثل الفنانين السعوديين. وأضاف بادغيش: ما نواجهه من معوقات ينحصر أولا في ندرة الموارد المادية، لذلك نقوم الآن بإعداد منشور خاص يتضمن موجزا عن تاريخ البيت وأعضائه المؤسسين وأهدافه، والمردود الحضاري على المستوى الثقافي والمجتمعي لأنشطته، وقد حددنا 6 أشهر لإنجاز مهمة استعادة البيت لدوره الطبيعي، وسنبدأ بحملة علاقات عامة، أولها إقامة ندوة حول علاقة الإعلام بالفنون التشكيلية. بدوره قال المدير التنفيذي للبيت الفنان رياض حمدون ل"الوطن" إننا نواجه تراكم 5 سنوات من سوء الإدارة، وصلت سمعة البيت فيها إلى مستوى متدن، وهذا تسبب في تخلي العديد من الفنانين عن عضوية البيت. ووصف حمدون بيت التشكيليين السعوديين عند استلامه بأنه "يشبه القبر"، لذلك نحن نعمل على ردم الهوة لإحيائه من جديد ونشر ثقافة الفنون التشكيلية واستعادة حيويته. وأكد حمدون أن من قرر استعادة البيت وتشكيل إدارة جديدة هم المؤسسون. يذكر أن بيت الفنانين التشكيليين السعوديين بجدة، تأسس في لحظة تاريخية من عام 1994 ميلادية على يد نخبة اجتمعت في منزل عبدالمقصود خوجة وقررت أن الوقت قد حان لإقامة كيان للفن التشكيلي. حضر ذلك الاجتماع بالإضافة إلى عبدالمقصود خوجة، الدكتور عبدالله مناع والدكتور محمد سعيد فارسي أمين مدينة جدة الأسبق، وبكر بن لادن، ومن الفنانين الراحل عبدالحليم رضوي، طه صبان، عبدالله حماس، نايل ملا. كانت جدة في حينها تستقبل إشراقة فنية نبعت من رغبة الفارسي الذي كان مهتماً بتحويل جدة إلى متحف فني، منذ أن أحضر فنانين عالميين لتزيين كورنيش جدة ومنهم رودان، هنري مور، وجون ميرو، سيزار، لافونتين، وفازاريلي أشهر ممثلي النحت التجريدي في العالم، إلى جانب عدد من أعمال الفنانين العرب. تبنى الفارسي فكرة إقامة كيان للفنانين التشكيليين أطلق عليه "بيت الفنانين التشكيليين" واختير لإدارته حينها الفنان طه صبان.