وصف عدد من علماء الأزهر وهيئة كبار العلماء المصرية، فرار قادة الإخوان ومحاولاتهم الاختفاء عن أعين رجال الأمن، بأنه دليل على المتاجرة بالدين، ودليل على أنهم ليسوا على قاعدة صلبة. كما استنكروا مواقف بعض قادة الإخوان الذين ألقي القبض عليهم، وإلقاءهم الاتهامات على بعضهم البعض، مما يشير إلى أنهم غير صادقين في كل ما كانوا يحشدون الشباب لأجله، وأن كل ما كان يمارس على الشباب يمكن وصفه بغسل الأفكار. وفي ذات السياق، أكد القيادي السابق في الجماعة الدكتور كمال الهلباوي، أن القبض على القادة تسبب في إضعاف قوتها التنظيمية، وأن ذلك كان واضحاً في تراجع المظاهرات. وكردة فعل متوقعة أفاد الهلباوي بإمكانية أن يتجه بعض الغلاة من أعضاء الجماعة إلى أسلوب الاغتيالات السياسية. من جهة أخرى، أغلقت نقابة المهندسين المصريين أمس أبوابها بعد تلقيها تهديدات بتفجير مقرها بشارع رمسيس بوسط القاهرة، وذلك في ظل صراع محتدم بين المجلس الحالي الذي ينتمي عدد كبير من أعضائه إلى جماعة الإخوان المسلمين وبين حركة "تمرد المهندسين" التي تطالب بسحب الثقة من المجلس. وشهدت النقابة صباح أمس حالة من الطوارئ، خاصة بعد تهديد مجهولين بتفجيرها إذا لم تتوقف محاولات سحب الثقة من المجلس. وأوضح نقيب المهندسين المهندس ماجد خلوصي أنهم اتخذوا سلسلة من التدابير الأمنية تحسباً لأعمال عنف بين المؤيدين والمعارضين للمجلس الحالي في حال تظاهر أحد الطرفين أمام مقر النقابة، كما تم رفع حالة التأمين إلى الدرجة القصوى داخل وخارج المبنى، لافتاً إلى أنه تم إخطار وزارة الداخلية بالتهديدات التي تلقاها أعضاء المجلس والموظفون بالنقابة. وقد سادت حالة من الاستياء في صفوف المهندسين المترددين على النقابة لقضاء مصالحهم لإغلاق المقر، وهو ما أدى إلى تعطيل الخدمات اليومية للأعضاء. وكانت حركة "تمرد المهندسين" قد دعت إلى وقفة احتجاجية أمس للمطالبة "بسحب الثقة من المجلس الإخوانى والنقيب"، إلا أنهم عادوا وقرروا إلغاءها بعدما دعا مهندسون ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين إلى التظاهر في نفس اليوم، رفضاً لمحاولات سحب الثقة من المجلس واستكمال مدته القانونية حتى إجراء انتخابات التجديد النصفي.