في الوقت الذي يسعى فيه مزارعو محافظة العيص خلف مصادر المياه المختلفة بطرق بدائية وشاقة لجلب المياه لمزارعهم للحفاظ على ما تبقى من مزارعهم بعد أن حاصرها العطش وارتفاع درجات الحرارة، أوضح مدير الجمعية التعاونية الزراعية بمنطقة المدينةالمنورة المهندس حمود عليثة الحربي ل"الوطن"، أن حفر الآبار الارتوازية محظور دون إذن من وزارة المياه، وهي الجهة التى تعطي التصريح بالإذن بالحفر بعد دراسة تجريها على الطلب والأرض التي سيقام عليها الحفر. وأفاد بأنه يجب على مزارعي العيص أن يستخدموا الري بالتقطير واستخدام أساليب الري الحديثة، لكي يوفروا عليهم الكثير من المياه، مؤكدا أن الري بالغمر يساهم بالكثير من هدر المياه، قائلا: "نخيل العيص يعتبر في منطقة جبيلة ويقاوم الجفاف خلاف المناطق الأخرى، ووزارة الزراعة في حال تقديم طلب لها تدعم أنابيب مياه لدعم المنطقة الزراعية"، متوقعا أن يعتمد البنك الزراعي صرف إعانات للمزارعين قريباً نظرا لأهمية دورهم في الحفاظ على مزارعهم ومحاربة الجفاف. بدوره، ذكر المزارع سالم الجهني في حديث إلى "الوطن" أن شح المياه تسبب في جفاف الكثير من الآبار ووجدوا أنفسهم أمام خيار البحث الحثيث خلف مصادر المياه للمحافظة على مزارعهم، وذلك من خلال الحفر في مواقع مختلفة في الأراضي التي يظنون بوجود المياه في مسافة يمكن سحبها والاستفادة منها في ري مزارعهم، غير أن طول الإجراءات للحصول على إذن الحفر ومشقتها، وكذلك التضييق على ممتهني حفر الآبار الارتوازية، وتمكينهم من قطع غيار المعدات الثقيلة يظل هاجساً يهدد المساحات الزراعية في المحافظة، مشيراً إلى أنهم يحفرون بأعماق تتجاوز 80 مترا في باطن الأرض للبحث عن المياه، وأن حظر الأرض لمنع الجهات المختصة لحفر الآبار الارتوازية تسبب في موت مزارعهم. وقال: "كانت المحافظة تشهد في السابق كثافة في غزارة المياه الجوفية وكثرة المزارع والمسطحات الخضراء، إلا أن شح المياه ساهم في جفاف الغالبية العظمى، وغلب جانب التصحر مع أن أراضيها قابلة للزراعة وأراضيهم تحوي منسوب مياه جوفية كافيا لإحياء اراضي المحافظة الزراعية، إذ اشتهرت العيص بزراعة النخيل والخضروات والفاكهة حتى أصبحت منتجاتها الزراعية تصدر لدول الخليج العربي، وخاصة منتوجها من النخيل والعنب، غير أن التصحر بسبب شح المياه أصبح يهددهم" وأوضح الجهني، أن البعض ما زال متمسكاَ بتلك المزارع التى بعضها لم يتبق منها إلا عدد قليل من النخيل الذي يتم سقياها بالطرق البدائية عن طريق شراء المياه "بالوايتات"، حيث يتم شراء الوايت الواحد بما يقارب 100 ريال، فيما ذكر عبدالرحمن راشد أنهم كانوا يملكون عددا من المزارع في السابق إلا أن نقص المياه تسبب في جفاف تلك المزارع، موضحاً أنهم ما زالوا يقومون بسقيا جزء من مزرعتهم التى تشتهر بزراعة النخيل ومن أشهرها "البرني". وبين أن المزارعين يقومون بجلب المياه من الآبار المجاورة بشكل دوري حتى يتمسكوا بإحياء جزء ولو قليل من مزارعهم، إذ إن السقيا تكبدهم خسائر طائلة إلا أن عشق الزراعة وحب الأرض جعلهم يكافحون حتى لا تموت تلك المزارع، مطالبا الجهات المعنية بالوقوف ميدانياً على مزارع العيص وإيجاد حلول عاجلة لإنقاذها من الجفاف التى مر بها طوال السنوات الماضية. أما صالح السناني، فقال إن قلة المياه في الآبار تشكل هاجسا لدى سكان محافظة العيص، مما أجبرهم على شراء المياه، حفاظا على مزارعهم من الجفاف، رغم التكاليف الباهظة التى يتكبدها المزارعون، موضحا أن مزارع العيص شهدت في السنوات الماضية قلة في المخزون المائي، مما ساهم في قلة مياه الآبار.