بعد رحيل إدينسون كافاني من نابولي إلى باريس سان جرمان، بات الولد الشقي للكرة الإيطالية ماريو بالوتيلي آخر نجوم الدوري المحلي الذي ينطلق اليوم، ما يؤشر إلى تراجع شعبية الدوري الإيطالي في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد رحيل زلاتان إيبراهيموفيتش وزميله ثياجو سيلفا الموسم الماضي. بالطبع، شهدت الأندية قدوم بعض الأسماء الجديدة في محاولة لوقف النزيف، لكن جميع هؤلاء يخرجون من موسم لم يتمكنوا فيه من فرض أنفسهم، والأمر يتعلق بالأرجنيتني كارلوس تيفيز المنتقل إلى يوفنتوس (مانشستر سيتي سابقاً)، ومواطنه جونزالو هيجواين الذي سيقود هجوم نابولي (ريال مدريد سابقا)، وماريو جوميز مدفعجي فيورنتينا الجديد القادم من بايرن ميونيخ الألماني. وإذا اعتبرنا أن حارس المرمى جانلويجي واندريا بيرلو أصبحا في سن متقدمة، فإن بالوتيللي يعد النجم الوحيد في الدوري للموسم الجديد 2013-2014، ولا شك أنه سيكون علامة فارقة بسبب قوته وتسريحته الغريبة.وكان بالوتيللي عاد إلى صفوف ميلان في يناير الماضي قادماً من مانشستر سيتي وقد نجح في تسجيل 12 هدفاً في 13 مباراة وضمن لفريقه مركزاً لخوض ملحق دوري أبطال أوروبا حيث تعادلا ذهاباً مع آيندهوفن 1-1 خلال الأسبوع الحالي، وسيكون مرشحاً لبلوغ دور المجموعات.وبعد خمس سنوات على بدايته في الدوري الإيطالي في صفوف إنترميلان، يتعين على بالوتيلي المشاكس أن يثبت موهبته، ويقول عنه أدريانو جالياني المدير الرياضي في ميلان "إنه نجم من دون أدنى شك، ويتعين عليه أن يلعب كنجم". لكن مشكلة بالوتيلي تكمن ليس في موهبته بل في سلوكه ويقول عنه مدربه ماسيميليانو اليجري "تحسن سلوك ماريو كثيراً، لكن يتعين عليه ألا يتعاطى مع الحكام". ولطالما كان بالوتيلي رجل المناسبات الكبيرة وخير دليل على ذلك ثنائيته في مرمى ألمانيا في نصف نهائي كأس أوروبا عام 2012. لا يمكن اعتبار بالويتيلي بمستوى ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو بعد، أو حتى زلاتان إيبراهيموفيتش، لكنه يعتبر بطلاً قومياً في إيطاليا، خصوصاً لدى أنصار الاتزوري وهذا ما يؤكده الاستقبال الرائع الذي يلقاه في كل مرة يخوض فيها مباراة دولية. وباتت شهرته عالمية، فقد وضعته مجلة "سبورتس ايلوستريتد" الأميركية على صدر صفحاتها هذا الأسبوع وهي التي اعتادت على إبراز نجوم الرياضة الأميركية. وقد انضم بالوتيلي بالتالي إلى حفنة من الرياضيين العالميين الذين ظهروا على غلاف هذه المجلة أمثال دييجو مارادونا وبيليه وزين الدين زيدان. كما أن مجلة تايم اعتبرته من بين أكثر 100 شخص تأثيراً في العالم عام 2013. يبقى أن يثبت بالوتيلي أنه يستحق كل هذا الاهتمام ولا شك أن قيادة ميلان إلى اللقب المحلي ستصب في هذا الإطار.