حذر عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) نبيل شعث، من "خطورة الإجراءات الإسرائيلية المتسارعة في مدينة القدس والمسجد الأقصى الذي يتعرض لعملية تهويد ممنهجة تهدف إلى تقسيمه والسماح للمتطرفين اليهود بالصلاة فيه على غرار الحرم الإبراهيمي في الخليل". وقال خلال لقاء مع سفير جنوب أفريقيا لدى دولة فلسطين ماكاليما، إن "حكومة إسرائيل تضع العراقيل أمام المفاوضات لإفشالها وتحميل الجانب الفلسطيني المسؤولية". وأضاف شعث: "الاحتلال يريد مفاوضات شكلية يحقق من ورائها مكاسب سياسية في مقدمتها تخفيف العزلة الدولية"، مشددا على أن "الخيارات مفتوحة أمام القيادة الفلسطينية للرد على السياسات الإسرائيلية". وبدورها، أكدت وزارة الشؤون الخارجية الفلسطينية على أنه "منذ بدء المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، تقوم الحكومة الإسرائيلية بتصعيد عدوانها الاستيطاني على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، سواء على مستوى سن القوانين والقرارات الاحتلالية الجائرة". وأدانت وزارة الشؤون الخارجية "هذا التصعيد الاستيطاني المقصود"، محذرة من "تداعياته الخطيرة على المفاوضات". وقالت: "نطالب الرباعية الدولية، خاصةً الولاياتالمتحدة بصفتها الراعي الأساسي للمفاوضات، بالعمل من أجل وضع حد فوري لكافة الأنشطة الاستيطانية باعتبارها غير قانونية، وغير شرعية، وتشكل اعتداء صارخاً على القانون الدولي واتفاقيات جنيف، وتدميراً مباشراً للمفاوضات ولإرادة السلام الدولية". ودعت "الجهات الفلسطينية والإقليمية الدولية المختصة بتوثيق هذه الانتهاكات استعداداً لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد إسرائيل في المحافل والمحاكم الدولية". في غضون ذلك، دعا الجنرال عوزي ديّان، نائب القائد العام للجيش الإسرائيلي سابقا ورئيس مجلس الأمن القومي سابقا، والذي يشغل اليوم ما يسمى بمجلس "المرابحات"، الطلاب الإسرائيليين إلى اقتحام المسجد الأقصى المبارك، بل وتكثيف وتخصيص مثل هذه الاقتحامات لهذا الموقع أكثر من غيره. كما وطالب في السياق نفسه بتكرار سيناريو المسجد الإبراهيمي في المسجد الأقصى. وحذّرت "مؤسسة الأقصى" من أقوال الجنرال ديان، معتبرة إياها تغولاً من قبل الاحتلال الإسرائيلي وكل أطيافه التي تصب في نهاية المطاف في مخطط الاحتلال لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، مشيرة إلى أن هذه الاقتحامات والتدنيسات على اختلاف أنواعها تزرع عمليا بذور تنفيذ مخطط التقسيم والتهويد. إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقاء في موسكو مع المفاوض الفلسطيني صائب عريقات أمس، إسرائيل والفلسطينيين إلى متابعة مفاوضات السلام التي استؤنفت بعد توقف استمر ثلاث سنوات. وقال لافروف في بداية لقائه مع عريقات "نتفهم أنكم لستم إلا في بداية الطريق. نريد أن تندرج المفاوضات التي استؤنفت لتوها في إطار الفترة الزمنية المحددة وأن تؤدي إلى نتيجة نأمل جميعا أن تكون تسوية نهائية، حتى تظهر دولة فلسطينية تعيش في سلام مع إسرائيل". وأضاف "نظرا لفترة التوقف الطويلة في المفاوضات، نعلق أهمية كبيرة على تعزيز الثقة بين البلدين".