ما الذي يحكم سلوكياتنا؟ أهو العرف أم الدين؟ لقد جاء الدين الإسلامي الحنيف ملغيا للكثير من العادات الاجتماعية والأعراف الإنسانية التي سنتها القبيلة وجعلتها دستورا يتبع من قبل الأفراد. فمثلا جاء الإسلام ملغيا للفروق الفردية والطبقية والإقطاعية المقنعة وكذلك جب الدين الحنيف دونية المرأة باعتبارها -بمفهومنا الحديث- مواطنا من الدرجة الثانية قابعا تحت الوصاية الأبدية وضمن لها حقوقها ونظم شؤونها. فهل تغيرت هذه التقاليد اليوم في ظل هذا الغشاء الإسلامي للمجتمع الذي يخفي خلفه العرف والتقليد القبلي. نحن مسلمون متعلمون، ولكن يحكمنا العرف والتقاليد، وثقافة العيب لدينا تطغى على ثقافة الحرام، وخوفنا من كلام فلان وردة فعل فلان وانتقاد المجتمع لهذا السلوك وذلك جعل منا متخوفين دائما مما قد يقال. أصبح الشخص المتعقل الحكيم والهادئ لدينا مسكينا يلومه المجتمع وينعته بأوصاف غير مقبولة، وأصبحنا نرى ذلك المتمرد اللص الكاذب والمنافق ذكيا. الطيبة تسمى عيبا وهي ليست حراما بينما الكذب الحرام أصبح مباحا لأنه يوصل إلى غاية. فأيهما الغالب العرف أم الدين؟ عندما يحكمنا العرف وتسيطر على أنفسنا العصبية ويصبح نهجنا "أحلامنا تزن الجبال رجاحة/ ويفوق جاهلنا فعال الجهل" فإننا نعود إلى عصر الجاهلية متجاهلين -ولسنا جاهلين- تعاليم الإسلام وما جاء به من نبذ للعصبية بكل ما تحمله من جهل. العصبية هي أحد أشكال العرف السائد. العصبية هي التطرف. العصبية هي الفساد. العصبية هي الإقصاء وهي التفاخر والازدراء وهي الجهل بمعناه الجاهلي. فمتى نسلم يا أمة الإسلام؟