يمكن القول إن ثلاثة عناصر رئيسية شكلت لعدد من المتخصصين في عمليات التسويق السياحي إلكترونيا في ما يعرف ب"السياحة الإلكترونية"، صعوداً مستمراً ومتزايداً مقابل "السياحة الكلاسيكية"، أولها العروض المختلفة من المنتجات والخدمات السياحية الكبيرة، فيما العامل الثاني تركز على الانتشار الواسع للإنترنت على مستوى العالم كوسيلة للتواصل والوصول إلى الجمهور المستهدف، والأخير هو تأمين الثقة في وسائل الدفع الإلكتروني المالي عبر شبكة الإنترنت. والواقع يشير إلى أن العوامل الثلاثة السابقة ليست هي وحدها المحددات الرئيسية لتنشيط "السياحة الإلكترونية"، ويشير هنا مدير موقع إلكتروني وسيطة في تنسيق العطلات من الأردن أحمد المجايدة، إلى بروز محددات أخرى ترتبط بشكل مباشر بتطور مفهوم "التجارة الإلكترونية" وانتشارها واستيعاب المستهلك بشكل عام لها. عدد من المواقع المتخصصة في "السياحة الإلكترونية" كانت تطرح ما يشبه مربع المقارنات النوعية، كهدف استراتيجي لإقناع عملائها بالانخراط أكثر في السياحة غير التقليدية، فكانت تشير إلى أن شراء "الرحلات السياحية" يتطلّب الوقت والتفكير ومقارنة أكثر من رحلة قبل أخذ القرار بالشراء، ووجود الإنترنت والحجم الهائل من العروض أتاح الفرصة للمقارنة السريعة بين كافة العروض، والبحث عن كافة المعلومات المتعلقة بالمنتجات والخدمات السياحة وأيضاً مناقشة كل هذه المعلومات عبر المنتديات والدردشة بين المستهلكين. وتركز تلك المواقع المتخصصة على حقيقة أن "الرحلة السياحية" ليست منتجاً "ملموساً"، لذلك أصبحت صفحات الإنترنت بديلاً منطقياً لتسويق الرحلات عبر الملفات الورقية، إضافة إلى أن الشركات المتخصصة في السياحة لديها مسبّقاً إمكانية على التأقلم مع حاجات وطلبات المستهلكين، وبالتالي فوفقاً للصيحة الجديدة في التسويق والميل الغالب لدى أكثر المستهلكين لإنهاء عملياتهم التسويقية إلكترونياً في الوقت الحاضر تستطيع هذه الشركات ابتكار الوسائل الملائمة لتوفير احتياجات عملائها وإغراء المستهلكين. ووفقاً لموقع "جورنال دينت"، فإن قطاع "السياحة الكلاسيكية" يتألف نموذجه الاقتصادي من ثلاثة محاور رئيسية هي: المنتجون (شركات الطيران، شركات نقل، فنادق، مطاعم)، والموزعون (منظمو الرحلات، وكالات السفر)، والمستهلكون. ويشير الموقع المتخصص في تطور القطاع السياحي إلى نقطة حيوية مهمة وهي أنه ليس هناك علاقة مباشرة بين المستهلك والمنتج في تنظيم الرحلات التقليدية، بل كانت تمر حتماً عبر الموّزع، ومع تصاعد دور الإنترنت تغير "النموذج السياحي الاقتصادي" وغابت السياحة الكلاسيكية، بحيث ذاب دور الموزع وأصبحت العلاقة مباشرة بين المستهلك والمنتج. وأصبح يطلق على المستهلك في هذا النظام consomm-acteurs أو المستهلك المعني مباشرة في النموذج، المستهلك الإلكتروني. وليست هناك دراسات معمقة عربية حديثة تبحث مفهوم السياحة الإلكترونية في الدول العربية، سوى دراسة واحدة، ليوسف محمود ورداني في 2008، بحث تطبيقها هذا النوع من السياحة على مصر، واستنتج منها أن الدول العربية بحاجة ماسة إلى تطوير هذا النوع من السياحة، لما لها من دلالات اقتصادية على الدخل القومي للدول العربية، أيضاً تبوأت مدينة دبي مراتب متقدمة لاعتمادها على مفهوم التوسع في التجارة الإلكترونية، التي تشكل السياحة الإلكترونية القسم الأكبر منها. وقد رصدت بعض الأبحاث والدراسات استخدام أكثر من 64 مليون مواطن أميركى خدمة الإنترنت للبحث عن المعلومات الخاصة بالمقاصد السياحية المختلفة والأسعار والبرامج السياحية، وقيام 66% منهم بالحجز الإلكترونى من خلال شبكة الإنترنت. ووصول مبيعات الإنترنت إلى نسبة 30% من إجمالي سوق السفر في الولاياتالمتحدة في عام 2005. كما زادت مبيعات السفر عبر الإنترنت في دول الاتحاد الأوروبي لتصل إلى مبلغ 14 مليار دولار في عام 2003. ووصول حجم المبيعات السياحية عن طريق التجارة الإلكترونية إلى 63 مليار دولار في عام 2006، منها 20 مليار دولار في أوروبا.