في هذه الصباحات، لا صوت يعلو على صوت العصافير التي استيقظت على أغصان الشجر، قريباً من الندى الذي يلمع تحت الشعاع كحبات من الماس المتناثر، وهناك يثور نواح مدينة تكاد تكون مهجورة من التسامح والنقاء حتى لكاد يعلو على صوت العصافير! نترقب الشروق مع أحبتنا، تاركين أفكارنا، وهفواتنا، وقراراتنا الحمقاء، وبحثنا المهيب عن الجمال وعن المال!، فرحين مع أصدقائنا، ونقبل الآخرين بكل سرور، نستقبل الابتسامات ثم نغرد على أصوات الضحكات، مشاهد عشتها وأحببتها، وإني جدا مغرم بها. أحلم بأن يكون العيد لدينا وقتا لنتسامح ممن أخطأنا بحقهم أثناء أو قبل رمضان!، أحلم أن يعود كل شخص لتقمص روحه الطفولية "المحشورة" في زاوية النسيان وعيش فرحة الطفل بعيدا عن عالم الرجولية! (عيد الأطفال) ولماذا يكون العيد للأطفال فقط، دعوة للكل أن يخرجوا كل طفل في أعماقهم ويطلقوه ليتنفس بعد اختناق طويل فكفانا مكابرة، ماذا أقول للطفل الصغير بداخلي لو أتى يسألُ عني، ماذا فعلت في الشهر الفضيل لتستقبلني! (ما لي أحدق في المرآة أسألها، بأي ثوب من الأثواب ألقاه). في صباحات العيد أتابع العصافير فوقي، ذهابهم ومجيئهم، حراكهم وعراكهم، أصواتهم وغنائهم، هل حراكنا الثقافي كحراك العصافير في الصباح؟ أحلم بأن نطوي صفحة جديدة ونخط أولى عباراتنا فيها بالمحبة والمودة، والعيد فرصة كبيرة لنتصالح معا، والأجمل عندما يكون صباح العيد في مدينتك القريبة إلى قلبك. عندما أمشي في الصباح، قبل الشروق مصاحبا الضباب لا يأتيني أحد ويسألني أتريد أن أوصلك في طريقي!، لا تعكروا مزاجي الصباحي، فأنا أريد أن أعيش لحظات العيد "مع نفسي" قليلا، عفوا سادتي اتركوني وحدي أتخيل حياتي كيف تكون بدون إحساس وبدون خيال! بدون عفو، وبدون مغفرة ومودة وإحسان! لعلي أتعلم من أخطائي السابقة ولعلي بالغت في العفو فاعتقد البعض ضعفي! عفوا هل أطلب الكثير منكم إن سألتكم التزام الصمت والهدوء للحظات فقط يا عصافير الصباح.