تسبب تزايد أحداث العنف التي يتعرض لها المبتعثون السعوديون في الأردن، والذين يتجاوز عددهم 5 آلاف طالب وطالبة، إلى مطالباتهم باتخاذ خطوات أكثر جدية من قبل السفارة السعودية والملحقية الثقافية في الأردن لحمايتهم. وفيما شهد العام الحالي تعرض مبتعثين لعدة حوادث تنوعت بين إطلاق النار والطعن والسرقة، أكد مبتعثون ل"الوطن" عدم تفاعل السفارة والملحقية الثقافية معهم عند تقديم الشكوى، وتهاون بعض المسؤولين بمشاكلهم واعتبارها صغيرة، حيث لا يسمع منهم إلا الكلام المعسول لتهدئتهم، ملقين باللوم عليهم، بحسب وصفهم. وأوضح تركي العتيبي "طالب مبتعث"، أن حوداث السرقة قائمة منذ مدة طويلة، لكنها تطورت في الآونة الأخيرة وأصبحت عبارة عن جرائم منظمة، وقال إن الأساليب وصلت إلى استدراج المبتعثين من خلال "الفتيات القاصرات"، ليتم بعد ذلك توريطهم بقضية التهجم على قاصرات وسجنهم، وبذلك يتمكنوا من الضغط على أهالي المستدرجين بالتنازل عن الحق الخاص، بمبالغ تصل إلى 20 ألف ريال. وأضاف العتيبي، الذي أمضى 3 سنوات بالأردن، أن مرافقة الطلاب السعوديين لبعض الأردنيين بحثاً عن الشعبية ولفت الأنظار يؤدي بهم غالباً إلى حوادث السرقة والعنف، لافتاً إلى أن السفارة السعودية لا تتدخل إلا في حوادث معينة. وأبانت مريم "بكالوريوس بجامعة إربد"، أن كثرة تعرضهم للمشاكل شتت تركيزهم عن الدراسة، وتسبب في تأثر تحصيلهم العلمي، لافتة إلى عدم شعورهم بالأمأن، بسبب تجاهل قضايا المبتعثين من قبل بعض مسؤولي السفارة والملحقية. يذكر، أن أحد المبتعثين السعوديين قد تعرض "10 يوليو المنصرم" لعدة طعنات على صدره من قبل مجموعة من الشبان الأردنيين. كما تعرض 3 طلاب للطعن والسرقة بمحافظة أربد "نوفمبر الماضي" من قبل أفراد عصابة أردنية مسلحة، فيما تعرض شقيقان إلى الضرب "المبرح" أدى إلى كسرين في الأنف وتهتك في عظام الوجه لأحدهما، ونزيف حاد بأماكن متفرقة في الوجه والجسم للشقيق الثاني. وقد نشرت "الوطن" تقارير عن تلك الحوادث في حينها. "الوطن" تواصلت مع نائب السفير السعودي بالأردن حمد الهاجري، للاستفسار حول ما ذكره الطلاب المبتعثون إلا أنه لم يتجاوب، وتم إرسال رسائل نصية على هاتفه منذ أكثر من 10 أيام إلا أنه لم يرد بعد، وحتى إعداد هذا التقرير.