يصاب الكثير من الأطفال حديثي الولادة بمرض الصفراء وذلك خلال الأسبوع الأول من حياتهم وتظهر أعراضه على شكل لون أصفر يطغى على جلد الطفل وفي الحالات الشديدة يظهر الإعياء على الطفل المريض. وعن كيفية حدوث الصفراء، يقول استشاري الأطفال والقناة الهضمية لدى الأطفال الدكتور علي محمد آل بن علي إنه قد تحدث الصفراء عند الولادة، وقد تظهر بعد ذلك ببضعة أيام، وذلك يعتمد على سبب حدوثها ودرجة الصفار في الجلد أو بياض العين ولا يمكن اعتبار هذا الإصفرار مؤشرا لمعرفة نسبة "البيلوروبين" في الدم؛ لذلك يجب عمل الاختبار المعملي لقياس نسبة "البيلوروبين" في الدم لجميع الأطفال المصابين بمرض الصفراء، وقد يظهر الطفل بلون أصفر فاتح أو برتقالي أو لون أصفر مائل للاخضرار وهذا يعتمد على سبب حدوث الصفراء. وفي الحالات الشديدة والمتأخرة قد يبدو الطفل في حالة إعياء، وتقل شهيته للرضاعة ونادرا تظهر علامات تدل على إصابة الجهاز العصبي في الأيام الأولى من حدوث الصفراء. وأضاف بن علي أن هناك بعض النقاط الهامة حول الصفراء يجب معرفتها وهي: الصفراء في اليوم الأول لولادة الطفل تكون مؤشرا مهما لوجود مرض يستحق البحث والاهتمام بعناية وإجراء بعض الفحوصات المعملية. إذا ظهرت الصفراء في اليوم الثاني أو الثالث للولادة فغالبا ما تكون هذه الصفراء فسيولوجية ولا تمثل خطرا على صحة الطفل. إذا ظهرت الصفراء في اليوم الثالث للولادة أو بعده وقبل نهاية الأسبوع الأول من حياة الطفل قد يرجع سببها إلى وجود مرض التسمم الدموي الناتج عن انتشار الجراثيم في دم الطفل، ويؤدي ذلك إلى رفض الطفل للرضاعة وارتفاع في درجة الحرارة وإعياء شديد. ظهور الصفراء بعد الأسبوع الأول من ولادة الطفل قد يرجع إلى وجود مرض بالكبد ولذلك فإن هناك تشابها كثيرا واختلافات قد تكون بسيطة بين كثير من الأمراض التي تؤدي إلى ظهور الصفراء في الطفل، ولذلك يجب عمل التحاليل اللازمة حتى نقف على الأسباب الحقيقية لحدوث الصفراء وحتى يتم التشخيص الدقيق للحالة ومن ثم يتم رسم الخط العلاجي بمعرفة الطبيب المختص في وقت مبكر حتى لا يتعرض طفلنا الغالي لأضرار الصفراء ومضاعفاتها. وبين الدكتور ابن علي أنه يوجد نوعان للصفرة هما: الصفراء الفسيولوجية هناك نسبة كبيرة من الأطفال حديثي الولادة يصابون بالصفراء الفسيولوجية ورغم ذلك يتمتعون بصحة جيدة، ولذلك ينبغي ألا ينزعج الوالدان إذا أصيب طفلهما بالصفراء الفسيولوجية فليس لها أي أضرار أو مضاعفات. وتكون نتيجة لتأخر عمل إنزيمات الكبد التي ما تلبس أن تعمل بعد أيام قلائل جدا من الولادة. الصفراء المرضية زيادة إفراز "البيلوروبين" في دم الطفل مثل حالات تكسير كرات الدم الحمراء نتيجة وجود اختلافات معينه بين فصيلتي دم الطفل وأمه، ووجود اختلال في وظائف الكبد مثلما يحدث نتيجة عدم النضج الكافي في حالة الطفل المولود قبل الميعاد، وغياب بعض الإنزيمات نتيجة نقص خلقي لدى الطفل، حدوث أي عوامل تؤثر على الإنزيمات الكبدية ونشاطها مثل نقص الأكسجين لدى الطفل وإصابته بالأمراض الماضية ومرض الغدة الدرقية، ووجود انسداد خلقي في القنوات الصفراوية في الكبد. وعن الأعراض التي يجب أن تلاحظها أي أم يقول الدكتور بن علي إنها تتضمن عدم الرغبة في الأكل، وانخفاض مستوى نشاط الطفل، ويجب عمل تحليل دم لأنه أدق طريقة لمعرفة مستوى "البيلوروبين" في الدم. وعن طريقة علاج الصفراء لحديثي الولادة يؤكد استشاري الأطفال أنه رغم أن صفراء حديثي الولادة الخفيفة كثيراً ما تختفي من نفسها خلال أسبوع أو أسبوعين، إلا أنه يمكن علاجها في البيت بتعريض الطفل لأشعة الشمس. يجب أن تتوخى الأم الحذر جيدا وأن تتبع تعليمات الطبيب بدقة حيث إن جلد الأطفال يمكن أن يصاب بسهولة شديدة بحروق الشمس. تعريض ذراعي الطفل وساقيه فقط لأشعة الشمس في الصباح الباكر لمدة 5 إلى 10 دقائق، حيث تكون أشعة الشمس غير قوية. (إن تعريض الطفل للشمس مرتين في كل مرة 5 دقائق أفضل من تعريضه 10 دقائق في المرة الواحدة، حيث يحد ذلك من تعريض الطفل المستمر للشمس)، قد تحتاج الأم إلى تغطية رأس الطفل بقبعة بيضاء لحماية رأسه من الشمس. إذا لم تنخفض نسبة "البيلوروبين"، فغالبا ما سيحتاج الطفل إلى علاج ضوئي، وهو استخدام لمبة "فلورسنت" معينة تبعث أشعة فوق بنفسجية ذات طول موجات معين، والعلاج الضوئي متاح في المستشفيات التي تحتوي على حضانات وهو مختلف عن الضوء الموجود في المنازل وأن ضوء "الفلورسنت" الموجود في البيت لا يفيد. بما أن هذه الإضاءة قد تكون ضارة بعين الطفل، يجب أن يتم تغطية عيني الطفل باستمرار. من الضروري كذلك زيادة كمية السوائل للطفل، وقد ينصح بعض الأطباء بزيادة عدد الرضعات، وفى بعض الأحوال يطلبون من الأم التي ترضع طفلها رضاعة طبيعية أن تضيف رضعات صناعية. "الجلوكوز" لا يعالج صفراء حديثي الولادة ولا يجب أن يعطى. إذا استمرت صفراء حديثي الولادة رغم ذلك لمدة أطول، قد يعني هذا أن الطفل يعاني من حالة أخرى يجب أن يتم تشخيصها، لكن في أغلب الحالات يقوم العلاج بحل المشكلة سريعا وتستمتع الأم بمولودها الجديد. كما أضاف الدكتور علي أن هناك نوعا نادرا من صفراء حديثي الولادة يسمى "الصفراء المرتبطة بالرضاعة الطبيعية"، ويكون سببها هو لبن الثدي، وعادة تشخص هذه الحالة عن طريق إيقاف لبن الثدي لمدة 24 ساعة واستخدام اللبن الصناعي بدلا منه، وإذا انخفضت الصفراء، فإن الطفل يعاني من الصفراء المرتبطة بالرضاعة الطبيعية، حيث ينصح بعض الأطباء بأن تتوقف الأم عن الرضاعة الطبيعية وتحل محلها الرضاعة باللبن الصناعي إلى أن تختفي الصفراء ولكنها كما ذكرنا نوع نادر.