سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مؤسس "تمرد" ل"الوطن": سنحارب الإرهاب شعبا وجيشا ونحشد الملايين لمحاكمة "مرسي" محمود بدر: المملكة احترمت إرادة الشعب المصري وقادتها اعتادوا الوقوف مع الشعوب العربية
تمسك مؤسس حركة "تمرد" بمصر، محمود بدر، بالمبادئ التي انطلقت منها حركته، مؤكداً أن شباب "تمرد" يجمعون الشعب ولا يفرقونه، رافضاً تحويل الحركة إلى حزب سياسي. واستدرك بأن من برامج الحملة المستقبلية تأهيل الشباب ليكونوا نواباً برلمانيين من نوعية خاصة، همهم الشعب وهدفهم إراحته، كاشفاً عن توجه لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة بشباب يتم انتقاؤهم بعناية خاصة من بين كوادر الحركة. وشدد بدر في حوار موسع أجرته معه "الوطن"، على أن الشعب هو مصدر الشرعية، يهبها لمن يراه مناسباً، وينزعها عمن يتخلى عن مبدئه ويغير فكرته. ووصف مظاهرات 30 يونيو الماضي، بأنها كانت بمثابة "جمعية عمومية" للشعب، قرر فيها سحب الثقة من الرئيس المعزول محمد مرسي. وتعجب بدر من تمترس مرسي ب "الشرعية" وإصراره على أنها تخوله إكمال فترة السنوات الأربع، مهما كانت ردة فعل الشعب، وبغض النظر عن تردي الأحوال الاقتصادية والأمنية والاجتماعية، مشيراً إلى أن الديموقراطية هي ممارسة في المقام الأول، وليست مجرد غلبة في صندوق انتخابات. وسخر بدر من شائعة اختياره مستشاراً للرئيس المصري، قائلاً إن موقف حركته الواضح هو عدم القبول بأي مناصب تنفيذية، وألمح إلى أنه قد يقبل بمنصب مرموق إذا كان ذلك عن طريق الانتخابات المباشرة من الشعب. وأعلن بدر وقوفه إلى جانب المنادين بإنجاز المصالحة الوطنية حتى يتفرغ الشعب لمعركة البناء والتنمية وإعادة عجلة الإنتاج إلى الدوران من جديد، مؤكداً على أن المصالحة الحقيقية لا تتطلب إغفال محاكمة من تلطخت أيديهم بدماء الشعب أو قصروا في حقه. فإلى تفاصيل الحوار: الشرعية للشعب بداية نهنئكم على ما تحقق في ثورة 30 يونيو، بماذا تردون على من يقول إن ما تحقق يفتقد للشرعية؟ الشعب المصري العظيم هو صاحب الشرعية الوحيدة، فهو مصدر السلطات، ومن حق الشعب أن يقرر نزع الشرعية، وعليه لا بد أن يلتزم الجميع بذلك. كما أن قرار الشعب المصري في جمعيته العمومية التي عقدت في 30 يونيو لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي، كان قراراً حاسماً، فكان لا بد من إسقاط شرعية "مرسي"، فالكلمة أولاً وأخيراً هي كلمة الشعب المصري فقط. وسيلة الأهداف تمسك الرئيس المعزول مرسي بشرعيته، ورفض الاستماع لآراء الشعب الذي أكسبه هذه الشرعية في ظروف معينة يعلمها الجميع، هل ترى أن الرئيس السابق كان يؤمن بأن الشرعية سبب كاف لجلوسه على الحكم ولو على جثث أفراد الشعب؟ الديموقراطية ليست صندوقا فقط، فهذه أكذوبة.. هي في المقام الأول ممارسة، فالرئيس المعزول أغلق كل أبواب التغيير، وبالتالي كانت توقيعات الشعب المصري من أجل إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وبعد حديثه وتهديداته وتمسكه بالسلطة تحت ستار الشرعية ودعواته إلى التحريض على القتل، كان من المستحيل بقاؤه في السلطة، لأنه بات خطراً على الشعب وعلى البلاد، كما أن الثورة في حد ذاتها وسيلة وليست غاية، فهي وسيلة لتحقيق الأهداف، وكانت الأهداف هي العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وهذه الأهداف مات من أجلها آلاف الشباب. الإخلال بالوعود ولكن البعض يرى أن مرسي لم يجد الفرصة لتحقيق ما وعد به؟ مرسي جاء إلى الحكم بوعود الثورة، ولكنه لم يحقق أيا منها على الإطلاق، فكان هناك سجن للنشطاء إلى أن اكتظت السجون بنحو 3000 سجين سياسي. مرسي أغرق البلاد في دوامة الاستدانة، وباتت مصر تمد يدها، ثم وعود المئة يوم والتي وعد بها مرسي وأخفق في تحقيقها، وكذلك وعدنا بمشروع النهضة، واكتشفنا أنه وهم تم تسويقه لخداع المصريين. وخلال عام من حكم مرسي تردت الأوضاع وزادت سوءا، وتفاقمت الأزمات في ظل غياب رؤية كاملة وعجز عن الإدارة، وبالتالي كانت الثورة من أجل التغيير سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، خاصة بعد أن سالت دماء الشهداء في الشوارع أثناء حكمه وقتل في عهده أكثر من 100 قتيل. ملك الشعب ما هو مصير حركة تمرد، وهل تتحول إلى حزب سياسي له برنامج انتخابي، ولاسيما بعد ما تردد عن استعدادكم لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة؟ حملة "تمرد" هي ملك للشعب المصري بكل اتجاهاته السياسية، سواء كان الاتجاه ناصرياً أو ليبرالياً أو علمانياً، أو حتى إسلامياً من كارهي حكم الإخوان، وهي حملة ملك للمصري البسيط في القرية والنجع والحارة والشارع والحي.. هي حملة تجمع لا تفرق، ونحن في حملة "تمرد" نرى أن تحولها إلى حزب سياسي قد يجعلها تفقد مصداقيتها لدى الكثيرين من أبناء الشعب المصري، فنحن نُصر على أن يكون دورنا دور مراقب ولا نسعى للمناصب. تأهيل الشباب يتحدث البعض عن تدشينكم لحملة "نواب شباب"، هل ستكتفون بالانتخابات البرلمانية، أم إنكم ستشاركون في الانتخابات الرئاسية القادمة؟ هي حملة ضمن الحملات التي أطلقتها حركة "تمرُد" مثل حملة "اكتب دستورك"، في وقت لاحق، وذلك في إطار رؤيتنا للمرحلة الانتقالية عقب الإطاحة بنظام الإخوان وعزل الرئيس محمد مرسي، وذلك في إطار هدف الحركة لتجهيز وتدريب الشباب على الحراك البرلماني، ليصبحوا كوادر برلمانية، حيث إنه سيتم اختيار الشباب المناسب لهذا المنصب، ثم سيتم إعدادهم بشكل أكاديمي وإكسابهم مهارات استعدادًا للترشح لمجلس النواب المقبل. وحملة "نواب شباب" هدفها أن يكون لها دور فاعل في المرحلة القادمة، في تأهيل الشباب من أجل دخول البرلمان، وأن يكون هناك نواب شباب يعملون على تحقيق أهداف الثورة التي خرجوا من أجلها في ثورة يناير وثورة تصحيح مسارها في 30 يونيو عقب عزل حكم الإخوان، لخلق حالة من الوعي المجتمعي بدور المجالس المحلية والنيابية وتحديد خط وطني للمستقبل السياسي في مصر وليس مجرد حصد مقاعد في البرلمان. تنسيق ومراقبة هل هناك تنسيق بينكم وبين وزراء الحكومة الجديدة لمعرفة احتياجات المواطنين وتطلعاتهم، بحكم التصاقكم الشديد بالشعب أثناء جمع التوقيعات؟ هذه المرحلة تحتاج إلى تنسيق وتشاور، والحركة تقوم بدور المراقب دون أن تتدخل في العمل، فالحركة تراقب وتتابع، أما بالنسبة لعمل مؤسسة الرئاسة فإن الحركة لن تسمح بأي تدخل من أي جهة في عمل مؤسسة الرئاسة، وفي حال حدوث ذلك ستكون "تمرُد" أول المعارضين له. موقف مبدئي راجت شائعات قوية عن تعيينكم مستشاراً للرئيس عقب ثورة يونيو، هل ترى ذلك التعيين – إذا حدث – منطقياً أم إنه سيكون مجرد اقتسام للغنائم، كما يردد البعض؟ قيل إنني عُينت مستشاراً لرئيس الجمهورية لشؤون الشباب، ولكن أقول إن هذا الخبر غير صحيح ومجرد شائعة، فإن حركة "تمرُد" لا تسعى لشغل أية مناصب تنفيذية، كما أنني لن أقبل بأي منصب إلا بالانتخاب. وعلى العموم أنا سعيد جداً وممتن للناس على ردود فعلها على شائعة تعييني مستشارا لرئيس الجمهورية.. وأحمد الله على حب الناس الذي هو أكبر نعمة، وأكرر أن الخبر غير صحيح، وموقف "تمرد" الواضح هو عدم القبول بمناصب تنفيذية. وعن موقفي الشخصي فلن أقبل بأي منصب إلا إذا كان بالانتخاب المباشر من الشعب. استثمار المشاعر كيف يمكنكم استثمار مشاعر الملايين الذين استجابوا لدعوتكم ووقعوا على استمارات خلع الرئيس المعزول، لتحويلها من مجرد حركة احتجاج إلى حركة إيجابية تساعد الدولة في تنفيذ مشاريعها الإنتاجية؟ حركة "تمرد" ستتجه في الفترة القادمة إلى مرحلة البناء بمشاركة سواعد الشباب وكافة أطياف الشعب بعد أن أنجزت ما ظهرت من أجله، وهو عزل الرئيس السابق "محمد مرسي"، وسنبني معا ما هدمه النظام السابق، وسنعيد ترميم الكسور التي شهدها المجتمع المصري. ونرى أن التحسن الكبير في منظومة الخدمات بعد رحيل "مرسي" عن الحكم بات واضحاً للجميع، خاصة بعد توافر البنزين والسولار وعدم انقطاع التيار الكهربي، مثلما كان يحدث في حكومة هشام قنديل، وستظل الحركة تحشد أنصارها إلى أن تتحقق كافة أهداف الثورة كاملة. حركة "تمرد" نجحت باحتضان الشعب لها وتشجيعه لنا كان الأمل والطموح، ونمد يدنا للجميع.. لكل المصريين. نريد أن نبني. مصر للجميع وبالجميع دون إقصاء لأحد إلا من تلطخت يده بالدماء، فسنسعى إلى ما كنا نهدف إليه وهو العيش والحرية والعدالة الاجتماعية. مصالحة إيجابية بعد نجاحكم في حشد المتظاهرين الذين خرجوا للشارع بالملايين لإسقاط النظام السابق، ما هي جهودكم لحشد نفس جموع الشعب لتحقيق المصالحة الوطنية التي لن تستقر الأمور إلا بعد إنجازها؟ المصالحة الوطنية أمر مطلوب بالفعل على أسس حقيقية تساعد في إنهاء العنف الذي يمارسه أعضاء الجماعة، مع ضرورة استبعاد المتورطين في جرائم ضد الشعب طوال الفترة الماضية، والقصاص ومحاكمة كل من عمل ضد مصلحة الوطن وتورط في قتل المتظاهرين. كما أن دعوة مؤسسة الرئاسة للقوى الوطنية والأحزاب لمناقشة ملفات المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، تعني أن مصر أصبحت تسير على الطريق الصحيح، لأن هذا الاجتماع كانت القوى الوطنية تطالب به مرسي منذ عام لكنه لم يستجب. المصالحة الوطنية هل المصالحة بين التيارات السياسية فقط، أم إنها ستشمل كافة فئات الشعب؟ ونحن نمضي في طريقنا للمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، سوف نتعلم من الدول التي سبقتنا، لأنه لا يوجد بديل آخر، فالمصالحة ليست فقط بين أطراف العملية السياسية فقط، ولكن بين كل أفراد الشعب المصري، بطوائفه.. المسلمين والأقباط وأهالي سيناء والنوبة، وحينها فقط، وحين تتحقق العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية سوف نتقدم إلى الأمام.. وحضرنا لقاءات المصالحة تحت رعاية رئيس الجمهورية الموقت عدلي منصور، ونائبه محمد البرادعي، ورئيس مجلس الوزراء حازم الببلاوي، وعدد من المسؤولين. ترويج الإشاعات يرى البعض أن شريحة كبيرة من الشعب المصري تريد ديموقراطية مشروطة لا تأتي إلا بمن تريد وترفض الإخوان وإن كان مجيئهم عبر صناديق الاقتراع، هل هذا صحيح؟ الشعب المصري من أعظم شعوب العالم، كما أنه بات واعياً لدرجة كبيرة للغاية، ولا توجد ديموقراطية مشروطة، فمن الصعب بعد ما شهدناه على يد جماعة الإخوان أن نعيد الكرة، الشعب بات يتطلع لمستقبل مشرق مليء بالأمل.. يتعطش إلى الحرية والكرامة الإنسانية. التجربة الجزائرية هناك مخاوف من دخول مصر في دوامة العنف والعنف المضاد، حيث يؤكد الإخوان على ضرورة إعادة مرسي لكرسي الرئاسة قبل الدخول في أي حوار لتحقيق المصالحة الاجتماعية، كيف السبيل لتلافي هذا السيناريو المخيف؟ هذا ما يحاول أن يُروجه البعض ونقله إلى الخارج، فمصر لن تكون أبداً مثل الجزائر، لذلك أطالب شباب الإخوان ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء أن يتعقلوا ويعيشوا في الواقع، فهذه الجماعة كانت تخدعهم طوال الوقت واستخدمتهم كوقود وأقنعتهم بأنهم أعداء للأميركيين والصهاينة، وهو ما ثبت عكسه تماماً طوال الفترة الماضية، بل يحاولون الآن الاستنجاد بالأميركيين والصهاينة. وأطالب شباب الإخوان بضرورة تطهير قيادات الجماعة والمشاركة في رسم المشهد المصري الجديد. كما أن مصر انتقلت إلى الأمام ولن تعود عجلة التاريخ إلى الخلف مرة أخرى، وما يقوم به أنصار الرئيس المعزول "محمد مرسي" من أعمال قطع للطرق بشكل يومي، وسعيهم الدائم إلى أحداث حالة من الشلل المروري في القاهرة، وبعض الطرق المؤدية إليها سواء الزراعية أو الصحراوية، إنما يعود إلى عدم تصديقهم لما قام به الشعب المصري في 30 يونيو. حتمية المحاسبة ما رأيكم في الدعوات المتكررة للمظاهرات والمظاهرات المضادة، ولاسيما أن ذلك قد يدخل البلاد في دوامة من الفوضى؟ سنحارب الإرهاب شعباً وجيشاً، ونطالب بمحاكمة الرئيس المعزول على كل الجرائم التي ارتكبها ضد الشعب، ومواجهة موجات الإرهاب التي ترعاها جماعة الإخوان، سواء على الحدود في سيناء أو في الداخل. نحن نرفض وبشكل قاطع إراقة كل الدماء من الجانبين، ونطالب بمحاسبة كل المتورطين في عمليات القتل والعنف التي وقعت الأيام الماضية أيا كان مرتكبها، أو المحرض عليها. ونعلن رفض دعوات العنف أو استخدام القوة للتعبير عن الآراء. وما زلنا نطالب شباب جماعة الإخوان بعدم الانجرار وراء قيادتهم التي تحاول إدخال البلاد في حالة عنف لن يستفيد منها سوى قيادات الإخوان والمعزول. للأسف الشديد جماعة الإخوان المسلمين حتى اللحظة ما زالت غير مقتنعة ولا تريد أن تصدق ما فعله الشعب المصري العظيم يوم 30 يونيو، كما أن الإخوان المسلمين أصبحوا لا يخاطبون الشعب المصري، وإنما يوجهون حديثهم إلى الخارج فقط، بدليل أن كل أحاديث قيادات الإخوان في اعتصام "رابعة العدوية" باللغة الإنجليزية. تجاوز الإخفاقات يرى كثيرون أن ثورة 25 يناير عجزت عن تحقيق أهدافها الرئيسية، هل توافقون على هذا الرأي؟ وكيف يمكن لثورة يونيو التكميلية أن تتجنب ذلك الفشل؟ بالفعل وجدنا أن أهداف الثورة العظيمة في 25 يناير لم تتحقق بعد بسبب جملة من الأخطاء شارك فيها الجميع، ومن ثم كانت الموجة الثانية من الثورة في 30 يونيو لتصحيح المسار وتحقيق الأهداف التي راح بسببها آلاف الشباب، كما أن حركة "تمرد" موجودة في الشارع وبين الناس ولن تتحكم في الشعب المصري، أو في قراراته، بل تقدم مهمتها بما يمليه عليها ضميرها، كما أن دور الحركة في الفترة المقبلة هو أن تكون بمثابة حارس على المرحلة الانتقالية، والحفاظ على إرادة الشعب المصري ومكتسبات الثورة، نحن نؤيد الحوار والمشاركة مع الجميع دون فرض للآراء، أو ابتزاز لأي طرف آخر. موقف المملكة كيف ترون موقف الدول العربية عامة، والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص مع مصر في هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به؟ موقف الدول العربية وخاصة المملكة العربية السعودية التي احترمت إرادة الشعب المصري في ثورته 30 يونيو، هو موقف مشرف وغير مستغرب من قادتها الذين اعتادوا على الوقوف بجانب إخوتهم في الدول العربية، وهو اتجاه حقيقي لتجسيد التضامن العربي، فضلاً عن عمق العلاقات التاريخية بين مصر والبلدان العربية.