يقضي رجال الدفاع المدني جل وقتهم خلال نهار رمضان في مباشرة الحوادث التي ترد بلاغاتها من خلال غرفة العمليات على مدار الساعة دون توقف حتى أثناء أذان المغرب. "الوطن" زارت مقر غرفة العمليات الرئيسة للدفاع المدني بالمنطقة، حيث أكد العاملون بها أنهم لا ينظرون إلى ساعة الإفطار أثناء مباشرة الحوادث لكون حياة البشر أهم. وقال المتحدث الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة نجران المقدم علي بن عمير آل جرمان الشهراني إن رجال الدفاع المدني لا يعرفون ساعة الإفطار، فالمهمة أكبر من ذلك، وهم على أهبة الاستعداد خصوصا وقت ساعات الإفطار وما يصاحبها من حوادث مأساوية، فتجد رجال الدفاع المدني يقصون الحديد من أجل استخراج المصابين والمتوفين من بين أكوام انهيار جدار على سبيل المثال وآخرين ينقذون حياة البشر من الحرائق التي تنتشر في رمضان بسبب الطبخ وعدم التقيد بوسائل السلامة خصوصا بالمطاعم والبوفيهات وغيرها من المنازل. وبين أن غرفة العلميات تتلقى البلاغات وتقوم بتمريرها إلى أقرب مركز للدفاع المدني لاتخاذ ما يلزم ومباشرة الحادث عن قرب، مشيرا إلى أن أسلوب العمل يقضي بأن يتناوب عدد من الأفراد المتميزين على مدار الساعة في غرفة العمليات الرئيسة التي لا تهدأ بلاغاتها. وأضاف الشهراني أن الدفاع المدني بالمنطقة باشر خلال شهر رمضان 48 حادثا راح ضحيتها شخصان وأصيب 9 آخرون منها 17 حادثا بسبب الحريق بمنطقة نجران ومحافظاتها و31 حادث إنقاذ بسبب حوادث أخرى. من جهته قال الرقيب محمد آل دغرير "أحد الأفراد العاملين في غرفة العمليات": إن غالبية البلاغات تستقبل قبيل ساعات الإفطار حيث تسجل في الحاسب الآلي بعد تمريرها لأقرب مركز، مضيفا أنه لا يمكن ترك الغرفة دقيقة واحدة خصوصا للتعامل مع البلاغات التي قد تستقبل في أي لحظة كما أن ضعاف النفوس يربكون العمل من خلال الاتصالات الكاذبة ولكن رجال الأمن يتعاملون معها بكل دقة. وقال العريف علي هادي آل دعمان إن الأمانة شأنها عظيم، فرجال الدفاع المدني لا يعلمون أين يفطرون في رمضان من جراء الحوادث التي تحدث على مدار الساعة، وقال من المواقف التي مررنا بها في رمضان أننا قمنا بعمل وجبة إفطار دسمة من خلال الذبائح وغيرها من الأصناف المتعددة ولكن القدر ذهب بنا إلى مباشرة حادث بمنطقة بئر عسكر وقت الإفطار ولم نعد إلا قرب العشاء، وهذا هو ديدن وعمل رجال الدفاع المدني على مدار الساعة لإنقاذ حياة البشر. إلى ذلك، أوضح مدير عام الدفاع المدني بمنطقة نجران اللواء ناصر بن سعيد العسيري أن إدارته نفذت خططها خلال الشهر المبارك التي تضمنت تسيير دوريات السلامة، والقيام بحملات التفتيش لتفقد إجراءات وأنظمة السلامة في الوحدات السكنية المفروشة، والفنادق والمطاعم والأسواق الرمضانية، والمراكز الترفيهية طيلة الشهر. وتطبيق العقوبات بحقهم حسبما تقتضيه المصلحة العامة.